رأس الحكمة

كتب/ عاطف البطل
قبل عدة أيام تم الإعلان عن مشروع رأس الحكمة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر، وهو عبارة عن شراكة استثمارية بين الدولتين الشقيقتين، يتم في إطار مخطط متكامل لتنمية الساحل الشمالي بمدن ذكية، من خلال تأسيس شركة مصرية إماراتية تتولى تطوير المشروع، يمثل فيها الجانب المصري هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، بينما يمثل الجانب الإماراتي شركة القابضة الإماراتية (ADQ)، وهي شركة استثمارية قابضة في إمارة أبو ظبي.
ويعد هذا المشروع- الذي يقام على مساحة تزيد عن 170 مليون متر مربع -خطوة محورية نحو ترسيخ مكانة رأس الحكمة كوجهة رائدة من نوعها؛ لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، كما يعد مركزا ماليا ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى، كما سيكون هناك الكثير من المرافق السياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية، إلى جانب توفر المساحات السكنية والتجارية والترفيهية، بالإضافة إلى سهولة الاتصال المحلي والدولي من المنطقة؛ لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر.
ويأتي ذلك من خلال العمل المشترك بين شركة القابضة الإماراتية، وشركة مدن العقارية ومجموعة طلعت مصطفى، لخلق فرص عديدة عبر قطاعات متعددة في الاقتصاد المصري.
وبموجب الاتفاق، يضخ الجانب الإماراتي استثمارًا أجنبيًا مباشرًا لمصر بقيمة 35 مليار دولار خلال شهرين، يتم سدادهم على دفعتين:
الأولى: بواقع 15 مليار دولار، تشمل 10 مليارات دولار سيولة من الخارج، بالإضافة إلى التنازل عن 5 مليارات دولار من الودائع الخاصة بالإمارات لدى البنك المركزي المصري.
الثانية: تتضمن سداده 20 مليار دولار خلال شهرين، تشمل 14 مليار دولار سيولة من الخارج، بالإضافة إلى التنازل عن 6 مليارات دولار من الودائع الخاصة بالإمارات لدى البنك المركزي المصري.
وسوف تحصل الحكومة المصرية على 35% من أرباح هذا المشروع، الذي يتضمن إقامة فنادق ومشروعات ترفيهية ومنتجعات ومنطقة المال والأعمال ومطار دولي جنوب مدينة رأس الحكمة.
وبمجرد الإعلان عن هذا المشروع قامت الحكومة المصرية بعقد مفاوضات وتوقيع عقود استثمار منها: التوقيع مع شركة القابضة الإماراتية بقيمة استثمار 150 مليار دولار، والتوقيع مع شركة مصدر الإماراتية بقيمة 10 مليارات دولار؛ لتنفيذ مزرعة رياح لتوليد الكهرباء بمحافظة سوهاج، وشركة إكسن موبيل لحفر أول بئر استكشافي بقيمة 100 مليون دولار، ومجموعة الحكير السعودية لإقامة أكبر مدينة ترفيهية في الشرق الأوسط بقيمة 1.1 مليار جنيه، وشركة بي بي البريطانية لتنفيذ مشروعات الغاز والحفر بقيمة 1.5 مليار دولار، إضافة إلى عقد 7 سبع اتفاقيات مع مطورين عالميين لتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة بقيمة 40 مليار دولار، والتفاوض مع صندوق قطر للاستثمار لإنشاء ريفيرا العلمين.
إنّ صفقة رأس الحكمة لها عظيم الأثر، حيث هذه أحدثت زخم الاستثمار المباشر، خاصة مع دخول شركات كبرى وصناديق استثمار لها سمعة عالمية طيبة، كما أنها سوف تسهم في خلق ملايين فرص العمل، إضافة إلى تحقيق التنمية المستدامة اقتصاديا واجتماعيا، إذ تأتي هذه الصفقة ضمن مخطط تنمية مصر 2052، والذي وضعته الدولة بهدف استغلال البنية التحتية التي تم إنشاؤها من طريق ساحلي دولي، وقطار كهربائي دولي؛ لزيادة التنمية السياحية، ورفع عائدات الدولة من السياحة من 14 مليار دولار حاليا، إلى ما يقرب من 40 مليار دولار مستقبلا.
تابعنا على جوجل نيوز