أدبقصة قصيرة

دوامة البدايات

دوامة البدايات H2

       دوامة البدايات
قصة بقلم/محمد سعد شاهين

في صباح يوم جديد، استيقظ بنشاط وحماس ليبدأ يومه الأول في العمل.
كان يشعر بأن هذا اليوم سيكون مميزاً، وكأنه يعيش عمرًا جديدًا. ارتدى ملابسه بسرعة وتناول فطوره، ثم انطلق إلى عمله .
مع بداية اليوم، كان أحمد مليئاً بالطاقة، يعمل بجد ويبتسم لكل من حوله. كان يشعر بأن كل ساعة تمر هي جزء من عمره وأنه يجب أن يستغل كل لحظة ليحقق أفضل ما يمكنه.
مع مرور الساعات، بدأ أحمد يشعر بالتعب، ولكنه لم يفقد حماسه. كان يرى في كل مهمة جديدة تحدياً وفرصة للتعلم والنمو.
ومع إقتراب نهاية اليوم، بدأ يشعر بأن الرؤية بدت ضبابية ويحتاج لنظارات طبية  وأن هناك ثقلاً يجثم على أنفاسه .
إنتهى يوم العمل،شعر أحمد براحة كبيرة، وكأنه أنهى رحلة طويلة. وبينما كان يستعد للمغادرة، لاحظ خصلات بيضاء كثيرة غزت شعره.
ابتسم وقال لنفسه:
هذا هو ثمن العمل الجاد والتفاني.
فجأة، سمع صوتاً يناديه. التفت ليجد زملاءه يجتمعون حوله، يحملون هدايا وبطاقات تهنئة. قال أحدهم:
اليوم نحتفل بك لأنك وصلت إلى سن التقاعد. شكراً لك على كل ما قدمته لنا وللعمل.
شعر أحمد بمزيج من الدهشة والذهول .
بدأ ينظر لهم فى تعجب، ثم يتأمل نفسه فى مرآه قديمة ، لقد فلت عمره من بين يديه، انساب كما تنساب المياه من بين أصابعه.
وهكذا، إنتهى يومه، إنتهى عمره .
خرج من عمله وهو يحمل شهادة تكريم فلتت أيضا من بين يديه المرتعشة.

مقالات ذات صلة

دوامة البدايات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار