دعم الغرب للكيان الصهيوني: حرب شاملة ضد الإسلام والمسلمين
دعم الغرب للكيان الصهيوني: حرب شاملة ضد الإسلام والمسلمين
بقلم: محمد عبد المجيد هندي، القيادي العمالي المستقل
إن ما نشهده اليوم في منطقتنا العربية والإسلامية هو أكثر من مجرد احتلال. إنه عدوان ممنهج وحرب شاملة تستهدف هويتنا، ديننا، وكل ما نؤمن به. الغرب، بكل قوته العسكرية والسياسية، يساند الكيان الصهيوني في حربه ضد فلسطين ولبنان، بل وضد كل مسلم على هذه الأرض. دعونا نتوقف لحظة ونسأل: ماذا يعني هذا الدعم؟ وما هي أهدافه الحقيقية؟
أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا، وغيرها من الدول الغربية التي ترفع شعارات الحرية والديمقراطية، تتواطأ في صمت مع الكيان الصهيوني. هذه الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وتناهض الظلم، تنتهك كل هذه القيم عندما يتعلق الأمر بفلسطين. إذ كيف يمكن أن نفسر الصمت الغربي تجاه جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني يومًا بعد يوم في حق شعب أعزل؟ كيف يمكن للعالم أن يغض الطرف عن القتل والتشريد والدمار الذي يعانيه المسلمون في فلسطين ولبنان، بينما تحرك تلك القوى الغربية جيوشها في أصقاع الأرض للدفاع عن مصالحها الشخصية؟
الدعم الغربي للكيان الصهيوني لا يتوقف عند بيع الأسلحة أو تقديم الغطاء السياسي، بل يمتد إلى تأمين جبهة سياسية وإعلامية تساعد على تبرير جرائم إسرائيل في العالم. هذا الدعم المتواصل له هدف واحد: استمرار الهيمنة على منطقتنا وتقسيمنا إلى دويلات ضعيفة عاجزة. الدعم الغربي للكيان الصهيوني هو جزء من مخطط طويل الأمد لإضعاف قوتنا كأمة إسلامية، ولضمان استمرار الهيمنة الغربية على مقدرات المنطقة، التي تمثل قلب العالم الإسلامي.
ولكن السؤال الذي يجب أن يطرحه كل مسلم: أين الجيوش الإسلامية؟ أين تلك القوى التي كانت يوماً ما في مقدمة الدفاع عن حقوق الأمة؟ الجيوش الإسلامية، التي من المفترض أن تكون حامية للمقدسات، نجدها اليوم في حالة من الجمود، بل وفي بعض الحالات، تتماهى مع مصالح الغرب. أين هي تلك الجيوش التي كان من المفترض أن تصد هذا العدوان المتواصل على شعوبنا؟ الحقيقة المؤلمة أن الكثير من الحكومات في العالم الإسلامي تخضع للضغط الغربي، سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا، مما يعرقل قدرتها على اتخاذ أي خطوات حقيقية وفعالة.
هذا الجمود العسكري يعكس غياب الوحدة الحقيقية بين الدول الإسلامية. ففي حين تتفتت هذه الأمة بسبب التنازع على المصالح الوطنية والإقليمية، لا نجد أي قوة يمكن أن تكون رادعًا للعدوان الصهيوني أو للهيمنة الغربية. إذا كانت الجيوش الإسلامية قد تحركت وقاتلت تحت راية الإسلام الحقيقية، ولو تحققت الوحدة بيننا، لكانت المعادلة قد تغيرت تمامًا. ففلسطين ولبنان وغيرهما من الأراضي التي تعيش تحت وطأة الاحتلال، لكانت قد تحررت منذ زمن بعيد.
إن الغرب لا يخشى من مجرد المقاومة المسلحة للكيان الصهيوني، بل هو يخشى من فكرة وحدة الأمة الإسلامية، يخشى من العودة إلى المبادئ والقيم التي جعلت من الإسلام قوة حقيقية في الماضي. الغرب يعرف تمامًا أن أي محاولة لإحياء الهوية الإسلامية المشتركة ستشكل تهديدًا لهيمنته وللمصالح الاستعمارية في المنطقة. ولهذا نجدهم يدعمون الأنظمة المستبدة التي تحارب أي شكل من أشكال التحرك الجماعي أو الوحدوي بين الدول الإسلامية.
لا بد أن ندرك الآن أن الغرب لا يدعم الكيان الصهيوني لأنه يعتقد أن هذا الكيان يمثل “دولة ذات سيادة” كما يدعي، بل هو يدعمه لأنه يراه أداة مفيدة في مشروعه الأكبر: تفتيت المنطقة، إضعاف الأمة الإسلامية، وضمان مصالحه الاقتصادية والسياسية. إن استمرار هذا الدعم الغربي للكيان الصهيوني هو بمثابة إعلان حرب مفتوحة ضد كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين.
إن وقت الصمت قد انتهى. يجب على الجيوش الإسلامية أن تتحرك، وأن تدرك أن المعركة اليوم هي معركة وجود. لقد حان الوقت للتوحد، لنبني قوة إسلامية حقيقية تتجاوز حدود السياسة الإقليمية الضيقة. إن دعم الغرب للصهاينة هو جزء من خطة أوسع لإبقاء الأمة الإسلامية في حالة من الضعف والانقسام، وإذا استمررنا في تجاهل هذا التحدي، فإننا ببساطة نكون قد تخلينا عن مسؤوليتنا تجاه الإسلام والمسلمين في كل مكان.
اليوم، نجد أنفسنا أمام مفترق طرق. إما أن نتوحد في مواجهة هذا التحدي الكبير، وإما أن نظل في حالة ضعف وتشتت، نقدم للعدو كل ما يريد. إذا تحركنا كأمة، إذا توحدنا تحت راية الإسلام، لن يستطيع أي دعم غربي أو قوة صهيونية أن توقفنا. فلنكن أصحاب المبادرة في هذه المعركة. لنضع حدًا لهذا العدوان المستمر.
القيادي العمالي المستقل، محمد عبد المجيد هندي
مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس
:
تابعنا على جوجل نيوز