دبلوماسية النصر: دور وزارة الخارجية في أكتوبر ٧٣
كتبت منى عبد اللطيف نائب رئيس قسم الأدب بجريدة مصر اليوم نيوز
في الثلاثاء الثامن من أكتوبر، بمنتدى مدينتي الثقافي تحت قيادة الأستاذ زياد الشاذلي، داخل قاعة المبنى الاجتماعي بنادي مدينتي نُظمت ندوة احتفالية بمناسبة نصر السادس أكتوبر المجيد تحت عنوان (دبلوماسية النصر: دور وزارة الخارجية في أكتوبر) استضاف فيها المنتدى باقة من الكوادر الدبلوماسية هم:
معالي السفير محمد الشاذلي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية السابق،
معالي السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة ومساعد وزير الخارجية الأسبق،
معالي السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق ، وشغل منصب مستشار أمين عام جامعة الدول العربية في الفترة من 2001: 2011، مستشار رئيس مجلس الشعب في الفترة من 2001: 2011، عضو هيئة المحكمة العليا للقيم في الفترة من 2009: 2010، بالإضافة لمنصبه كأمين عام لإتحاد المستثمرين العرب،
ترأست الندوة الأستاذة الدكتورة نهال القويسني وهي مسؤولة الإعلام والاتصال في مكتب البنك الدولي في مصر كما تعمل أيضا في الشؤون الخارجية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما أن لها باع ثقافي وبصمة لا يستهان بها في مجال النقد الأدبي،
وتحت تلك القيادة المتفردة أديرت الندوة التي نوقش من خلالها دور الدبلوماسية من قبل نكسة 67 حتى نصر أكتوبر المجيد وما تبعه من أحداث، فالحرب لا تدور فقط بين الجيوش وبالمدافع بل هناك حرب أخرى دارت خلف الكواليس خاضها أبطال حقيقيون دحروا المخططات الخبيثة في عقر دارها وتابعوا بل جاهدوا حتى تسترجع مصرنا أراضيها رغم الهزيمة والنكسة التي وضعتنا في موضع ضعف أثر على المسار الدبلوماسي لكنهم لم ييأسوا بل نحتوا بمعاول عقولهم صخرة الغدر الصماء حتى جاء السادات وقلب موازين القوى لتعود لمصر هيبتها ولشعبها عزته وحماسته وهم معه على التوازي يقومون بأدوارهم على أكمل وجه حتى النهاية…
بل وبعد النهاية حين قص علينا السفير جمال بيومي عدة مواقف أبرزت ما يفعلونه من تزييف للحقائق أبسطها نسب تاريخ مصر لأنفسهم واحتفالهم بخروج موسى عليه السلام من مصر وموقفه الدبلوماسي المحنك والشجاع الذي استطاع من خلاله إحباط ادعاءاتهم في تلك المناسبة، بل ورشح لنا وللأجيال الجديدة كتاب المحدال (التقصير) وهو اعتراف صريح من العدو بهزيمته أمامنا في السادس من أكتوبر ١٩٧٣ كتبه صحفيون إسرائيليون لطرح أسباب الهزيمة وتقصير جيشهم وعيوبه؛
وبعد أن انتهاء الندوة صعد الأستاذ زياد الشاذلي وكرم السفراء والدكتورة نهال القويسني، ثم باشر بمساعدة الأستاذ وائل عطيه تكريم عدد من اللواءات أبطال حرب أكتوبر 1973 الذين كانت لهم أدوارا محورية في سير الأحداث،
حيث أسعدني حظي بالحديث مع أحدهم وهو اللواء أحمد شكري لواء المخابرات العسكرية الذي حكى عن دور المخابرات العسكرية خلف خطوط العدو وشجاعة الجند المصري وقد لمست قلبي حكاية عن أحد الجنود وكان من محافظة الإسكندرية الذي أسر إليه أمانة قبل أن يخرج لمهمته أثناء الحرب كانت تلك الأمانة عبارة عن حفنة من تراب سيناء وقال له حسب رواية اللواء أحمد شكري (حين أموت خضب ذلك التراب بدمي وأرسله لأمي وأخبرها بفخر أنها دمائي في تراب سيناء)
إن السر في فوز مصرنا في حرب أكتوبر المجيد ليس فقط عامل المفاجأة ولا التنظيم ولا الأسلحة ولا العدد بل الإيمان بالحق والنصر والبلد التي هي منا ونحن من ترابها.. تراب مصر.. تراب سيناء…
حضر الندوة العديد من الفنانين التشكيليين منهم المهندسة إيناس الجوهري، والفنان التشكيلي أحمد حسين،
وشرفت بلقاء الإعلامية بقناة النهار الأستاذة شيرين أنور،
وجمع مشرف من أبطال أكتوبر المجيد وذويهم،
والعديد من الكوادر الفكرية من جمهور مدينتي الذي أكن له كل مودة وتقدير،
وقبل أن أنهي حديثي قرائي الأعزاء أحب أن أقول أننا اليوم نحيا وسط أزمة عالمية ونعاني من تزييف الحقائق وإن كانت أجيالنا تعلم بعض مما حدث بالفعل إلا أن الأجيال الجديدة حقا لا تعلم بل يتم التلاعب بعقولهم لذا يجب علينا أن نسعى لتثقيف تلك الأجيال ونهتم بتاريخ مصرنا الحديث ونعلمهم أن يفخروا بنصرنا وأبطالنا حماة الأرض والعرض حتى لا نُنسى وتُهلك الحقيقة تحت طوفان الأكاذيب…
وختاما.. أشكر الأستاذ زياد الشاذلي مدير عام مشروعات مجموعة طلعت مصطفى وفريقه الهمام الأستاذ وائل عطيه والجميلة أية والجميلة سارة على جهدهم وحسن تنظيمهم وجميل ضيافتهم، دمتم متألقين ودام تقديري لكم وفخري بكم.
