اخبار مصر

حق الحياة في ظل الرسالة المحمدية

حق الحياة في ظل

حق الحياة في ظل الرسالة المحمدية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض على العمل الدائم وإن قلّ، وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم ” أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل” وإن كل من طلب أرضا طيبة، وألقى فيها بذرا جيدا، غير عفن ولا مسوّس، ثم أمده بما يحتاج إليه، وهو سوق الماء إليه في أوقاته، ثم نفى الشوك عن الأرض والحشيش، وكل ما يمنع نبات البذر أو يفسده، ثم جلس منتظرا من فضل الله تعالى دفع الصواعق، والآفات المفسدة إلى أن يتم الزرع ويبلغ غايته، سمى انتظاره هذا رجاء، وإن بث البذر في أرض صلبة سبخة مرتفعة، لا ينصب إليها الماء، ولم يشتغل بتعهد البذر أصلا، ثم انتظر الحصاد منه، سمي انتظاره، حمقا وغرورا، لا رجاء، وإن بث البذر في أرض طيبة، ولكن لا ماء لها، وأخذ ينتظر مياه الأمطار.
حيث لا تغلب الأمطار ولا تمنع، سمي انتظاره تمنيا لا رجاء، فينبغي أن يقاس رجاء العبد المغفرةَ برجاء صاحب الزرع، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني، والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إليّ شبرا، تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إليّ ذراعا، تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إليّ يمشي أقبلت إليه أهرول” متفق عليه، وإن حق الحياة مصون في ظل الرسالة المحمدية، وفى غياب هذه الرسالة والهدي النبوي الكريم تنتشر المذابح والمجازر الجماعية، ويصبح قتل النفس كشربة ماء، وما يحدث في العديد من مناطق الصراع اليوم خير شاهد على ذلك، وإن موضوع القيم ممتد في حياة المسلمين فلا يقوم مجتمع مسلم تقي نقي.
حتى تحتل فيه القيم منزلتها الرفيعة في سلوك الفرد والأمة والمجتمع، وإن من القيم هو بر الوالدين، الإنفاق، الصدق، الوفاء، إعمار الأرض، استثمار الوقت، إتقان العمل، الإنصاف، الشعور بالمسؤولية، أداء الفرائض، الامتناع عن المحرمات، وإن من قيم الإسلام الخالدة هو الصبر، وحب الخير، وجهاد النفس والهوى والشهوة، وإن من القيم الإسلامية هو الحياء، والعفة، والاستقامة، والفضيلة، والحجاب، ولقد كانت هذه القيم وغيرها مغروسة في أجيال السلف الصالح قولا حكيما وفعلا ممارسا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت مصابيح تربوية في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، فأضاءت سيرته الطريق لأجيال الصحابة، فتشربوا القيم الخالدة، حتى غدت نفوسهم زكية وعقولهم نيرة، وغيروا بذلك الدنيا وأصلحوا الحياة.
ولم يعرف الخلق منذ النشأة الأولى مجتمعا تجلت فيه القيم بأسمى معانيها مثل المجتمعات الإسلامية، فإن الدعوة الإسلامية رسخت القيم، انتشرت بالقيم، تغلغلت في النفوس بما تحمل من قيم، شملت مختلف جوانب الحياة، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية، منظومة متكاملة لا يمكن فصلها، وإنه تذبل القيم وتتوارى في المجتمع إذا ضعف التدين في الفرد والمجتمع، فعقوق الوالدين، والكذب والغش وتضييع الأوقات والاختلاط، خروج المرأة عن سياج الحشمة والعفاف، الانكباب على الدنيا، وغير ذلك، ولقد أثر ضعف التدين ووهن علاقة الناس بربهم لأنهم يفقدون الطاقة الإيمانية والشعور بالجزاء الأخروي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
    آخر الأخبار

    أنت تستخدم إضافة Adblock

    يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي