أدبقصة قصيرة

حفلة تنكّريّة 

حفلة تنكّريّة  H2

         حفلة تنكّريّة 

 بقلم / جنى بشّار جمول

صفّقَ أحبّتي في حفلةٍ تنكّريّة، كم كانَ زيّهم غريباً! بشريّةٌ معطفها منسوجٌ من جلدِ الشّياطين، وألسنتهم تقمّصتْ دور الحبال كي تعلنَ يدايَ هدنةَ الفرح القائم، وتصفيقهم اختطفَ صوتي، حتّى عقولهم باتت كالمجانين تدفعني نحو الجنون، وذلك بقولهم:
“صفّق أيّها المكبَّل، غنِّ أيّها الصّامت.”
لم أستطع الحركة، وصوتي ما زالَ مفقوداً، ثمَّ قيّدوا قدميَّ، وحاصروا عينيَّ بغشاء يأسٍ في فترة الحداد، فيما بعد سمعتهم يقولون:
“انتشلوا أحلام هذا الأبله، و بدّلوا لوحات مستقبله، ولا تنسوا بعثرة مخطّطاته كي تصبحَ حطاماً.”
لكنّهم أغبياء، إذ لم يتأكّدوا من عزم قيدهم، وهذا ما جعل يداي تهربُ بسهولة، و تنهضُ بعينيَّ نحو الأمل، حينها تنكّرتُ بزيِّ المحارب، لكنَّ سلاحي كان حقيقيّاً، لم أقتلهم فعلًا فهذه ليست من شيمي، إنّما جعلتُ ثقتهم بهزيمتي ضريرةً حتّى الموت، و بالطّبع لن أنكرَ أنَّ لمساتهم جعلت ترتيبي أجمل، وذوقي أكثر أناقة، لذلك أدعوهم حين ضعفي إلى حفلةٍ تنكريّة.

حفلة تنكّريّة 

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار