مقالات

حتي نفـــــــــوز بشهر رمضان

*حتي نفـــــــــوز بشهر رمضانحتي نفـــــــــوز بشهر رمضان *

بقلم : منار سامى

متابعة/ محمد العكروت

*عبــــــادة ذكـــــر الله تعــالي*

*إن عبادة الذكر من أنفع العبادات وأعظمها وأعلاها ، فهو من افضل مايتغذي به قلب المسلم ، ويجليه .*

وإن كان ذكر الله ترطيب للسان فهو اولاً إعمار للقلب واحياءاً له من مواته .
قال تعالي { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } العنكبوت 45 .
وذكر الله تعالى من أيسر العبادت وأسهلها ، فهو متيسر لكل عبد علي كل حال ، وهو ماش وهو جالس وهو راكب ، وعند نومه .. وما يؤسف له ان هذه العبادة السهلة اليسيرة تماما ، نغفل عنها كثيرا كثيرا .

ولو لم يكن لعبادة ذكر الله تعالي من ثمرة أو فضل سوي انه من اهم اسباب ذكر الله جل جلاله لعبده لكفي به فضــــــلاً من رب العالمين علي العبد .
قال تعالي { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } البقرة 152
فضلاً عن كون ذكر الله تعالي عبادة مفروضة من رب العالمين علي العباد – كما قال تعالي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } الاحزاب 41 -42 .
ولكن يضيع البعض – بل الكثير – منا اوقاتاً هائلة باهظة نستطيع ان نشغلها بذكر الله تعالى ، ولكن الشيطان يتسلط علينا ويشغلنا بتوافه الكلام والامور ، وينسينا ذكر ربنا تعالى ، ويجمد السنتنا عنه ، ويلهي قلوبنا بالوان من التلاهي .. فتضيع علينا الاجور العظيمة والفضل الكبير ، والثواب الجزيل .
فعلي سبيل المثال ، ونحن في أسفارنا ، وفي سائر مواصلاتنا ، أو عند اوقات انتظارنا لأمر ما .. الخ
هذه الاوقات نقضيها – إما صامتين ، او متكلمين فيما لا فائدة ولا نفع فيه ديناً أو دنيا او آخره .

ومع أننا نشكو كثيرا كثيرا من تسلط الشيطان علينا وضعفنا في رد مكائده ووسوسته ، مع ان اهم سلاح في مواجهته سهل ميسور لنا ، ولكننا نغفل عنه او نهمله وهو ذكر الله جل جلاله ، فهو يطرد الشيطان ويقمعه ، وقد وصف الله الشيطان بأنه وسواسٌ لكنه خناس ، فبمجرد ذكرك لله تعالى بحضور القلب يخنس الشيطان ويفر منك فِرارا ، لذلك ما ينبغي ان نغفل عن هذا السلاحٌ الفعال الذي لا تخيب سهامه .
لذلك فالذكر من اهم اسباب ازالة الهم والحَزن ، ومن المستحيل تجد إنسانا ذاكراً لله سبحانه وتعالي صادقا مخلصا ، يشعر بالهم او بالكدر او بالقلق ؟ مستحيل وألفُ ألفِ مستحيل .

والعكس صحيح ، فمن غفل عن ذكر الله عز وجل ابتلاه الله بالهم في الدنيا ، والضلال الهالك في الاخرة . قال تعالي { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } طه 124.
والذاكر لله تعالى مُبشر بحُسن الخاتمة ، حتى إذا جاءت لحظة الفراق فإذا هو ينطق لسانه ب لا إله إلا الله طلقا وتكون آخر كلامه بفضل الله تعالي ، فهنيئاً لمن وفقه الله وختم له بخاتمة السعداء.
لذلك قد مدح الله تعالي اهل ذكره وأثني عليهم ، وجعلهم من اصحاب العقول الراقية
قال تعالي { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } آل عمران 190 – 191 .

*وأنفــــــع الذكـــــر :*
ما اجتمع وحضر فيه القلب خاضعاً مع نطق اللسان واستشعر الذاكر معاني الأذكار ومقاصدها ، مع تعظيم رب العالمين وإجلاله تبارك وتعالي ومشاهدة قدره .

*فضــــــــائل ذكــــــــر الله تعـــالى .*
1 – الذكر افضل القربات الي الله تعالى وارفعها في الدرجات وافضل من إنفاق انفس الأمـــــوال :
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟» قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ” ذِكْرُ اللَّهِ “صحيح سنن ابن ماجة .

2- ذكر الله تعالى يعادل الجهاد في سبيل الله تعالى في الفضل :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: « مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ، فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ اللَّهِ » صحيح الادب المفرد .
وعن أَبي هريرة – رضي الله عنه – : أنَّ رسولَ الله – ﷺ- ، قَالَ « سَبَقَ المُفَرِّدُونَ » ، قالوا : وَمَا المُفَرِّدُونَ ؟ يَا رسولَ الله قَالَ: « الذَّاكِرُونََ اللهَ كثيراً والذَّاكِرَاتِ ». رواه مسلم .
وعن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْمُفَرِّدُونَ قَالَ الَّذِينَ يُهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ » مسند احمد بسند صحيح .

3- ذكر الله تعالى نـجاة من عذاب الله تعالى :
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – ﷺ-: « مَا عَمِلَ امْرُؤٌ بِعَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ , مِنْ ذِكْرِ اللهِ » صحيح ابن ماجة .

4- ذكر الله تعالى ايسر العبادات وافضلها وأثقلها في الميزان عند الله :
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيّ لِرَسُولِ اللهِ – ﷺ-: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ) فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ مِنْهَا أَتَشَبَّثُ بِهِ , قَالَ: « لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ – عز وجل » صحيح سنن الترمذي .

5- بذكرك لله تعالى في الدنيا يذكرك الله تعالى في ملئه الأعلي والأعظم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ .. » صحيح البخاري .

6 – ذكرك لله تعالى يجعلك دائما في معيته وفي رعايته :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – ﷺ-: « إِنَّ اللهَ – عز وجل – يَقُولُ : أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ » صحيح سنن ابن ماجة .

7- ذكــرك لله تعــالى يضمــن لك خــاتمة السعادة .
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – ﷺ-: « خَيْرُ الْعَمَلِ , أَنْ تُفَارِقَ الدُّنْيَا وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ » [اخرجه ابو نعيم في الحليه وصححه الالباني في الصحيحة] .

8- ذاكر الله تعالى هو صاحب القلب الحي النابض – والذي لا يذكر الله تعالى قلبه ميت :
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي اللهةعنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ – ﷺ-: « مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ » [صحيحي البخاري] .

9- ذاكر الله تعالى بإخلاص في ظل الله تعالى يوم القيامة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ – ﷺ-قَالَ: « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ .. وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » [صحيح البخاري] .

*جعلنا وكتبنا الله تعالى من أهل ذكره دائما وابدا — اللهم امين*

وصلى الله تعالى وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه
بإذن الله تعالى نلتقي في الحلقة القادمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
    آخر الأخبار