أدب

حادث طلاب جامعة الجلالة: إلى متى سنستمر في إهدار أرواح أبنائنا؟

حادث طلاب جامعة الجلالة: إلى متى سنستمر في إهدار أرواح أبنائنا

حادث طلاب جامعة الجلالة: إلى متى سنستمر في إهدار أرواح أبنائنا؟

بقلم القيادي العمالي المستقل محمد عبدالمجيد هندي

لنصمت للحظة، ونتأمل الفاجعة التي نعيشها. اليوم نحن أمام كارثة جديدة تضاف إلى سجل الإهمال والفشل الإداري الذي طال كل مناحي الحياة في بلدنا. طلاب جامعة الجلالة، شباب في مقتبل العمر، انطلقوا لمستقبلهم بأحلامهم وآمالهم، لكنهم انتهوا ضحايا لإهمال صارخ وتقصير في الرقابة والتنظيم. حادث أليم أسفر عن موت وجرح العشرات، ليُطرح سؤال واحد: إلى متى سنظل ننتظر حتى نرى محاسبة حقيقية للمتسببين في مثل هذه الكوارث؟

أسباب الحادث: فوضى الإهمال الحادث الذي وقع لطلاب جامعة الجلالة لم يكن مصادفة، بل هو نتيجة حتمية لإهمال مستمر يتجسد في البنية التحتية الرديئة، وغياب التخطيط السليم، والفشل في توفير بيئة آمنة لأبنائنا. الطرق التي تعاني من تدهور وسوء إدارة مرورية، عدم وجود وسائل نقل آمنة للطلاب، والتهاون في تطبيق معايير السلامة، كلها أسباب تضع المسؤولين في خانة الإهمال الجسيم.

كيف يمكن أن نسكت عن فقدان أرواح بريئة بهذا الشكل؟ وكيف يمكن أن تمر هذه الجريمة من دون محاسبة حقيقية؟ الحوادث المتكررة ليست إلا نتيجة طبيعية لغياب المحاسبة، واللامبالاة التي أصبحت السمة البارزة في تعامل المسؤولين مع أزمات الشعب.

الضحايا والمصابون: قصص ألم تستحق العدالة أسماء الضحايا ليست مجرد أرقام في قائمة الموتى، هم أبناؤنا، هم زهرات شبابنا. فقدان كل واحد منهم هو خسارة لا تعوض، وعائلاتهم تنتظر العدالة. المصابون الذين نجوا من الحادث يواجهون الآن مصيرًا مظلمًا مليئًا بالألم والعجز، وقد يضطرون للعيش بقية حياتهم يحملون آثار هذا الإهمال على أجسادهم وأرواحهم.

هل يعقل أن نتركهم هكذا دون محاسبة المسؤولين؟ هل سنرضى بأن يضيع دم أبنائنا هدراً دون أن نرى مسؤولًا يقف أمام القانون ليحاسب على جريمته؟ كل يوم يتأخر فيه الحساب، يزيد من عمق الجرح في قلوب هؤلاء العائلات.

المحاسبة واجب لا يحتمل التأجيل لا نريد أن نسمع عن لجان تحقيق صورية أو تقارير روتينية تلقي باللوم على “أسباب غير معروفة”. نحن نريد محاسبة واضحة، نريد أسماء المتسببين، ونريدهم أن يُحاكموا أمام الشعب المصري بأسره. يجب أن يتحمل كل من كان له يد في هذا الإهمال مسؤوليته، سواء كانوا مسؤولين في الإدارة الجامعية، أو الجهات المرورية، أو أي طرف آخر له علاقة بالحادث.

نحن لا نتحدث هنا عن مجرد حادث سير عادي، بل عن كارثة تتكرر باستمرار بسبب الإهمال المتجذر في منظومة العمل الإداري والرقابي في مصر. ولا يمكن أن نسمح لهذا الإهمال أن يستمر بينما تتساقط أرواح الأبرياء.

الطريق إلى المستقبل: كيف نتجنب تكرار المأساة؟ لنتحدث بصراحة، الإصلاح يبدأ من الشفافية والمحاسبة الحقيقية. إذا لم نتعلم من هذه المآسي، إذا لم نقف جميعًا لنجعل من دماء هؤلاء الطلاب نورًا يضيء طريق التغيير، فسوف نرى المزيد من الكوارث في المستقبل. يجب أن تبدأ الدولة في اتخاذ خطوات فورية لتحسين معايير الأمان في الطرق والمواصلات، وتطبيق الرقابة الصارمة على وسائل النقل المستخدمة لنقل الطلاب.

لا بد من اتخاذ قرارات عاجلة وحاسمة لضمان سلامة أبنائنا، فالطلاب الذين يذهبون إلى جامعاتهم بحثًا عن العلم لا يجب أن يعودوا في توابيت إلى ذويهم. نحن أمام مسؤولية وطنية كبرى لا يمكن التهاون فيها.

كلمة أخيرة ما حدث في جامعة الجلالة يجب أن يكون نقطة تحول. لا يمكن أن نستمر في هذا النهج من الفشل والإهمال. نطالب بتحقيق فوري وعلني، ونطالب بمحاسبة صارمة لكل من تقاعس أو تهاون في حماية أرواح أبنائنا. لقد آن الأوان لكي يقف المسؤولون أمام القانون وأمام الشعب ليجيبوا عن سؤال واحد: كيف سمحتم بحدوث هذه الكارثة؟

إن لم نفعل ذلك الآن، فقد نكون جميعًا شركاء في هذا الإهمال، وشركاء في فقدان مستقبل مصر.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار