دنيا ودين

جيوش المسلمين باليرموك

جيوش المسلمين باليرموك 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر 2024

 

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد لقد بدأ الفتح الإسلامي للشام في عهد الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي قرر مقاتلة الروم بعد أن هاجموا جيش خالد بن سعيد بن العاص المعسكر في أرض تيماء، فوزع المسلمين على أربعة جيوش مختلفة، ووجه كلا منها إلى جزء مختلف من بلاد الشام، قوام كل منها حوالي ثماني ألاف مقاتل. 

 

فكان الجيش الأول بقيادة شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه ووجهته وادي الأردن في جنوبي الشام، والجيش الثاني بقيادة يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه ووجهته دمشق، والجيش الثالث بقيادة أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ووجهته حمص، والجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه ووجهته فلسطين، وقال لهم أبو بكر رضي الله عنه إنهم سيكونون مستقلين إن لم تكن هناك حاجة للإجتماع، فكل واحد يقود جيشه بنفسه ويكون أميرا على المناطق التي يفتحها، أما إن إقتضت الضرورة الإجتماع فإن القائد سيكون أبو عبيدة بن الجراح، ولكن عندما بلغت الجيوش الإسلامية الشام وجدت جيوشا ضخمة جدا للروم حشدت لمقابلتها في كل وجهاتها، فلما سمع المسلمون بذلك قرروا الإتحاد. 

 

فإجتمعت جيوشهم باليرموك، وطلبوا المزيد من المدد، فإحتار أبو بكر رضي الله عنه ثم أمر خالدا بن الوليد رضي الله عنه بالسير إليهم بنصف جنوده من العراق، فسار خالد رضي الله عنه مسيرته الشهيرة عبر صحراء بادية الشام، وفي طريقه هزم الغساسنة في معركة مرج راهط، وفتح مدينة بصرى، وبعد أن فتح خالد بصرى، توجه مع أبي عبيدة بن الجراح إلى دمشق، فحاصرها، لكن هنا وصلته أنباء حشود الروم في أجنادين، فإنسحب وجمع جيوشه كلها هناك، فبلغ عدد قوات المسلمين ست وثلاثون ألف مقاتل والروم مائة ألف فدارت معركة أجنادين التي هزم فيها الروم وقتل قائدهم وردان، وخلال هذه المرحلة من الفتح توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وبعد أن تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة من بعده.

 

سرعان ما عزل خالد بن الوليد رضي الله عنه عن قيادة جيوش الفتح، وعين مكانه أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وبعد معركة أجنادين توجه أبو عبيدة مع خالد لحصار دمشق، وتمكنا من فتحها أخيرا بعد أن كانت قد حوصرت عدة مرات قبل ذلك، لكن وصلتهما أنباء عن تجمع جيش كبير من الروم في مدينة بعلبك، وأنه يسير جنوبا إلى فلسطين للقاء جيش عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة، المكون من ما يقرب من ستة ألاف جندي، فقرر أبو عبيدة وخالد السير إليهما بسرعة بجيشهما، وسبق خالد أبو عبيدة على رأس ألف وخمسمائة فارس لضرورة السرعة، واجتمعت جيوش المسلمين وجيوش الروم قرب موقع فحل جنوبي الشام، فدارت بعض المفاوضات قبل المعركة. 

 

غير أنه لم تؤدّي إلى شيء، والتقى الجيشان وإنتصر المسلمون نصرا كبيرا وقال ابن الأثير عن المعركة “فكانت الهزيمة بفحل والقتل بالرداغ، فأصيب الروم وهم ثمانون ألفا لم يفلت منهم إلا الشريد” وبعد ذلك ولَّى أبو عبيدة رضي الله عنه بعض قادته على دمشق وفلسطين والأردن، وسار مع خالد نحو حمص ففتحاها، ثم إلى سهل البقاع، وفتحا خلال ذلك مدينة بعلبك صلحا.

جيوش المسلمين باليرموك

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار