ثمرات تأدية الأمانات في الدنيا بقلم / محمـــد الدكـــروري
ثمرات تأدية الأمانات في الدنيا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 22 أكتوبر 2024
ثمرات تأدية الأمانات في الدنيا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد إن الصلاة عند العبد أمانة لله، ائتمنه الله على طهارتها ووقتها، وكيفيتها ونيتها وغير ذلك من أحكامها فهي شرط الإيمان، وعمود الدين الذي يقوم عليه ما له من بنيان، وهي آخر ما يفقد من الدين، وإذا فقد آخر الشيء صار فاقده من المعدمين فأقيموا الصلاة، وحافظوا على ما لها من الأركان والواجبات والمستحبات، وحافظوا عليها في سائر الأوقات، وأدوها في المساجد مع الجماعات، واعلموا أن الصلاة مكيال فمن وفّى، وفّى الله له.
ومن طفف فقد سمعتم ما توعد الله به المطففين من الويل والنكال، وإن من أنواع الأمانات هو ما حكاه إبن عقيل عن نفسه قائلا “حججت فإلتقطت عقد لؤلؤ في خيط أحمر، فإذا شيخ ينشده، ويبذل لملتقطه مائة دينار، فرددته عليه، فقال خذ الدنانير، فإمتنعت وخرجت إلى الشام، وزرت القدس، وقصدت بغداد فأويت بحلب إلى مسجد وأنا بردان جائع، فقدموني، صليت بهم، فأطعموني، وكان أول رمضان، فقالوا إمامنا توفي فصلي بنا هذا الشهر، ففعلت، فقالوا لإمامنا بنت فزوّجت بها، فأقمت معها سنة، وأولدتها ولدا بكرا، فمرضت في نفاسها، فتأملتها يوما فإذا في عنقها العقد بعينه بخيطه الأحمر، فقلت لها لهذا قصة، وحكيت لها، فبكت وقالت أنت هو والله، لقد كان أبي يبكي، ويقول اللهم ارزق بنتي مثل الذي رد العقد عليّ، وقد إستجاب الله منه، ثم ماتت، فأخذت العقد والميراث، وعدت إلى بغداد”
وكما أن من أنواع الأمانات هو أمانة الراعي والرعية، فروي عن أسلم قال كنت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يعس المدينة إذ أعيا فاتكأ على جانب جدار في جوف الليل، فإذا امرأة تقول لإبنتها يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن، فامذقيه بالماء، فقالت يا أَمتاه، وما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين؟ فقالت وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت لقد أمر مناديا، فنادى ألا يشاب اللبن بالماء، فقالت لها يا إبنتاه، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنك في موضع لا يراك عمر ولا منادي عمر، فقالت الصبية لأمها يا أمتاه والله ما كنت لأطيعه في الملأ واعصيه في الخلاء، وعمر يسمع كل ذلك، فقال يا أسلم، علم الباب، واعرف الموضع، ثم مضى في عسسه، فلما أصبح قال يا أسلم، امضي إلى الموضع، فانظر من القائلة، ومن المقول لها؟ وهل لهم من بعل؟ فأتيت الموضع.
فنظرت، فإذا الجارية أيم لا بعل لها، وإذا تيك المرأة ليس لها بعل، فأتيت عمر وأخبرته، فدعا عمر ولده فجمعهم، فقال هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أو زوجة؟ فقال عبد الله لي زوجة، وقال عبد الرحمن لي زوجة، وقال عاصم يا أبتاه، لا زوجة لي، زوجني، فبعث إلى الجارية، فزوجها من عاصم، فولدت لعاصم بنتا، وولدت الابنة عمر بن العزيز رحمة الله عليه وعليهم أجمعين، فاللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد، اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدينا سُبل السلام وأخرجنا من الظلمات إلى النور وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا واجعلنا مباركين أينما كنا، اللهم اغفر لنا ذنبا كله دقه وجله أوله وأخره سره وعلنه، اللهم أغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ثمرات تأدية الأمانات في الدنيا
تابعنا على جوجل نيوز