أشعار وقصائد
تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠–
((( بيروت وجمرة العقبة ٠٠!! )))
الشاعر و الإعلامي الإماراتي عارف الخاجة – ١٩٥٩ م ٠
وقلتُ عنكِ أنيسٌ لا مثيلَ لهُ
فكُنتِ أُنساً رقيقا، كنتِ مُؤنِستي
وقلتُ عنك عذابٌ لا يُفارقني
فكُنتِ نارَ الهوى، رفقاً مُعَذبتي ٠٠
رفعتُ في بحْركِ المِعْطاءِ أشْرعَتي
وغُصتُ حتى أضاءَ الدرُّ في لغتي
وسِرت في روضِكِ البسّام أزمنة ً
حتى تفتّّحَ وردُ الحُبِّ في شَفَتي ٠٠
( من قصيدة : حبيبتي دبي )
من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة كانت ظلال هذه التغريدة الشعرية التي تنساب رقراقة بين تلك جماليات البيئة التي تفيض بأركان الثقافة الأصيلة المحورية بعناصر و خصائص الأدب و الفن بين روح الأصالة و المعاصرة الحديثة بكل أطيافها التي تصنع بمشاعرها تلك الحياة الوارفة في معادلة إنسانية متباينة تلقي بهموم و أحلام هذا الوادي الذي يعكس مدى شخصية المبدع مع خريطة الوجود هكذا ٠٠
و من ثم كان لنا هذا اللقاء مع رمز تنوير من دبي ألا وهو الشاعر المبدع و الإعلامي عارف الخاجة ٠
الذي كان له صلة بالشيخ زايد رحمه الله و عمالقة الفكر و الفن و الثقافة فهو رمز تنويري متعدد الاتجاهات و العطاءات ٠
* نبذة عنه :
وُلد الشاعر عارف عمر عبدالرحمن الخاجة عام 1959 في دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة ٠
حاصل على ليسانس في اللغة العربية – شعبة الإعلام – تخصص علاقات عامة من جامعة الأزهر 1980.
يعمل صحافيّـاً بارعاً في منظومة الصحافة و له كتابات تمس الواقع و التاريخ و الاجتماع ٠
فهو كاتب أوبريت شعري من طراز رفيع، وله 32 «أُوبريتاً» في مناسبات وطنية، ورياضية، ومهرجانية ٠
و كاتب أناشيد وأغنيات ماثلة في ذاكرة أهل الخليج العربي، وغنّى له العديد من ألمع مُغنّي العرب الكبار مثل محمد عبده، طلال مدّاح، أحمد الجميري، وغيرهم كثر من ملحّنين ٠
كما يتمتع بصدق العاطفة الإنسانية والعاطفة الشعرية.
* من دواوينه الشعرية :
– بيروت وجمرة العقبة 1983 م ٠
– قلنا لنزيه القبرصلي 1986م ٠
– صلاة العيد والتعب 1986 م ٠
– علي ابن المسك يفاجئ قاتليه 1989 م٠
– من المعسكر 1990م ٠
قدمت ندوة الأدب في الخليج العربي دراسة عن شعره.
* مختارات من شعره:
نعم إنه عاشق دبي حيث كتب فيها معلقته الرائعة ( حبيبتي دبي ) و التي يتغزل فيها ومدى صدق حب الأوطان ويصفها بشفافية كما في صوره الفنية الشعرية بكافة خصائصها التي تبرز لنا فيض محاسنها و نختزل منها هذا المقطع حيث يقول الخاجة فيها :
رفعتُ في بحْركِ المِعْطاءِ أشْرعَتي
وغُصتُ حتى أضاءَ الدرُّ في لغتي
وسِرت في روضِكِ البسّام أزمنة ً
حتى تفتّّحَ وردُ الحُبِّ في شَفَتي
وقلتُ عنكِ أنيسٌ لا مثيلَ لهُ
فكُنتِ أُنساً رقيقا، كنتِ مُؤنِستي
وقلتُ عنك عذابٌ لا يُفارقني
فكُنتِ نارَ الهوى، رفقاً مُعَذبتي
رفقا دبيُّ فشِعري لم يعُدْ خَجِل
من التَحَرّش، من إفشاءِ عاطفتي
أنا الصَّبيّ ُالّذي مازالَ مُنْطَلِق
يُسابق الرّيحَ والآمالُ عافيتي
أنا الصَّبيّ ُالّذي مازال مختَزن
نجوى النخيل ِعلى إيقاع ِعاصفتي ٠
أنا الصبيّ الّذي أمْسَتْ مَرَاكِبُهُ
تَغْشَى الخيالَ وشوقُ الدار ِأمتِعَتي
مازلتُ ألعَبُ عندَ البحر ِمُرْتَجِل
فيكِ القصيدَ ونبضُ الخَوْر ِقافيتي
مازلتُ أرسِمُ أحلامي على ورق ٍ
وصِرتُ أطْلِقُ عِنْدَ العَصْر ِطَائرتي
مازلتُ في الفَصْل ِأتلو ما يُقَيّدُني
عن ِالحَرَاك وما يَسري بأوردتي
فالدالُ داري وباءُ البَّر ِيُشْعِلُني
والياءُ يُسْرٌ وَيُمْنٌ أنتِ مَدرستي
أنا البريءُ الوسيمُ الطّفلُ يقتُلُني
ثوبُ التمَسْكُن ِإنْ غادرتُ شيطنتي
أنا السعيدُ التعيسُ الفظ ُتَسْحَبُني
عيناك ِمنْ آخِر ِالدّنيا لأمنيتي
كلّ الدروبِ إلى عينيكِ آخِرُهَ
كل القلوبِ تناغي سِحْرَ ساحرتي ٠
و في قصيدة أخرى يمضي بنا الخاجة
تحت عنوان ( ثورة الشعر ) حيث فلسفته الراقية التي يستوحي منها وهج القصيد في مكاشفة لهالة الأشياء التي تمر في خاطره بمثابة انطلاقة الأخيلة مع شجون الوجدان يصارع الأحزان في صورة فنية عذبة الكلمات ، فيقول فيها :
فِـيْ هَـدْأَةِ الْنَّأْي شَابَ الْحَرْفُ وَالْأَلَقُ
وَدَنْــــدَنَ الْــصَّـبُّ وَالْآهَـــاتُ وَالْأَرَقُ
إِنْ لَــمْ نَـثِـقْ فِـيْ مُـعَانَاةٍ لَـنَا نَـطَقَتْ
فَـمَـنْ بِــهِ بَـعْـدَ أنَّــاتِ الْـجَـوَىْ نَـثِـقُ
الْـشِّعْرُ شَـجْو يَـرَاعٍ فَـاضَ مِـنْ حَزَنٍ
يَـبْـكِيْ حَـنِيْنًا فَـيَحْوِيْ عَـزْفَهُ الْـوَرَقُ
الْـشِّـعْرُ نَـسْـجٌ عَـلَـى شِـرْيَـانِ أَخْـيِلَةٍ
إِنْ لَــمْ نَـصُـغْ دَفْـقَـهُ فَـالْقَلْبُ يَـنْفَتِقُ
فَـلَـمْلِمِ الْـجُـرْحَ وَاهْــزِمْ فَـوْقَ رَايَـتِهِ
رُوْحَ الْأَسَـىْ فَـرِيَاحُ الْـيَأْسِ تَصْطَفِقُ
وَنَــاغِ فِـيْـهِ ضَـمِـيْرَ الْـوَصْـلِ مُـزْدَلِفَاً
إِلَـــىْ الْـحَـنَـايَا لَــعَـلَّ الْــنُّـوْرَ يَـنْـبَثِقُ
فَـقَـدْ نَـسِـيْنَا صِـحَـابًا طَـبْـعُهُمْ مَـلَـقٌ
وَعَـاشَ فِـيْنَا صِـحَابٌ قَـطُّ مَا خُلِقُوْاْ
أَطْـلِـقْ شُـجُـوْنَكَ فَـالْـوُجْدَانُ ثَـوْرَتُهُ
تُـفَـجِّـرُ الْـصَّـخْـرَ لَـمَّـا يُـكْـبَتِ الْـقَـلَقُ
فَــمِـنْ فُــتَـاتِ الْأَنَــا تَـنْـمُوْ لَـوَاعِـجُنَا
وَيَـبْـسُـقُ الْــحُـبُّ لَـمَّـا يُـزْهِـرِ الْأُفُــقُ
فَـاسْبِقْ سَـرَابَكَ وَارْحَـلْ نَـحْوَ قَافِيَةٍ
وَدَعْ سِـهَـامَ الْـهَـوَىْ لِـلْـقَلْبِ تَـخْـتَرِقُ
وَارْكَـبْ خُـيُوْلَكَ ضَـبْحَا فِـيْ مُنَاجَزَةٍ
فَـيَنْتَشِيْ مِـنْ لَـظَىْ أَقْـدَامِهَا الْـشَّفَقُ
الْـشِّـعْرُ قُـبْـلَةُ وَجْــدٍ رُحْــتَ تَـطْـبَعُهَا
عَـلَـىْ جَـبِـيْنٍ عَــنِ الْأَحْـبَـابِ يَـفْتَرِقُ
عَــلَــىْ الْــشِّـفَـاهِ تَـقَـاسِـيْمٌ مُـلَـجَّـمَةٌ
وَيُجْهِشُ الْصَّمْتُ وَالْأَطْيَافُ وَالْحَدَقُ
مَـا أَجْـمَلَ الْـصَّبْرَ إِنْ ضَـجَّتْ بَـوَارِقُهُ
وَأَرْعَـــدَ الْــوِدُّ يَـهْـمِيْ وَبْـلُـهُ الْـغَـدِقُ!
فَـــبُــثَّ شَـــــدْوَكَ لَا تَــأْبَــهْ بِــنَـازِلَـةٍ
فَــمِـنْ أَنِــيْـنِ الْــرَّزَايَـا يُــوْلَـدُ الْـفَـلَقُ
و نختم لعارف الخاجة بهذه القصيدة تحت عنوان ( الأشعارُ فيكِ ملائِكُ حول الجِنان ) حيث يقول فيها :
تدقُّ المُوسِيقى
وأصداءُ شِعرِيْ
على مَسمَعِكْ..
فتُرخيْنَ ثوبًا
رقيقًا رقيقًا
على مَضجَعِكْ..
وتَتْرَىْ سَماؤُكِ كأرواحِكِ
مَثنَىْ ثُلاثًا رُباعًا خُماسًا
إلى مَسبَعِكْ..
تشدُوْ بشِعريْ وأبياتِهِ
صَرعًا لجوعٍ يَقضُّ النُّفوسَ
وُصُولًا بزهوٍ إلى مَشبَعِكْ..
وقوَّةُ شِعريْ من قوَّتِكْ
تُناجي الملائِكَ حولَ الجِنانِ
بصفْوِ المُدامِ إلى مَترَعِكْ..
وحيْنَ أكاتِبُ شِعري إليْكِ
تَغُورُ سَفائِنُ عِشقِ الحياةِ
بصَبَا رِيحٍ في مَشرَعِكْ..
و بعد هذا العرض الموجز عن عالم الشاعر الإماراتي عارف الخاجة الذي ألف الغناء تحت ظل شجرة الرومانسية و ثورة الشعر المتدفقة بالجمال و الحنين و معاهد الصبا نتمنى أن نكون قدمنا مدخلا يفتح للمتذوق محرابه الإبداعي المتنامي و المتنوع داخل بستان القصيد من وحي وجدان صادق مفعم بالصورة الشعرية الجميلة دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠
تابعنا على جوجل نيوز