تعامل النبي مع أهل بيته

تعامل النبي مع أهل بيته
تعامل النبي مع أهل بيته
لقد كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله تعامل المروءة والشهامة والأخلاق الكريمة، فكانت زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها أول امرأة تزوجها قبل أن يوحى إليه، وأنها رأت في أخلاقه الكريمة وسيرته النبيلة، ما دعها إلى أن خاطبته لنفسها، فكانت خير وعون على الطاعة تحملت معه أعباء الدعوة في أولها، تضمد الجراح، وتواسيه وتعينه، وتسليه، وتخفف آلامه وأحزانه رضي الله عنها وأرضاها، أكرمها فلم يتزوج معها غيرها وكان يذكر فضائلها ويذكر محاسنها حتى قالت له السيدة عائشة ما هذه خديجة؟ قال ” كانت وكانت، وكان لى منها ولد” وكان يكرم صديقاتها ويواسيهم تستأذن عليه أختها فيرتاع ويقول ” اللهم هالة بنت خويلد” وكان يذبح الذبيحة فيبعث لصديقة خديجة رضى الله عنها، من هذه الذبيحة إكراما لها، ومواساة لها، وعدم نسيان فضائلها.
كذلك إكرامها للسيدة عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عرف لها فضلها ولأبيها ولأهل بيتها، فكان في آخر أسبوع حياته جمع زوجاته وأستأذنهن جميعا أن يمرض عند السيدة عائشة وأن يبقى عندها تلك الأيام في آخر حياته عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وكانت أصغرهم سننا إذ ذك عمرها لم يتجاوز الثامن عشر من عمرها، ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو على صدرها ومات بين حاقنتها وذاقنتها، فتقول رضي الله عنها دخل علي عبدالرحمن بن أبي بكر ومعه سواك فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السواك فأخذت السواك وتطيبته فستاك به النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت إستاك سواك أفضل منه، ثم رفع بصره إلى السماء وقال ” اللهم فى الرفيق الأعلى، اللهم فى الرفيق الأعلى، اللهم فى الرفيق الأعلى”
صلوات الله وسلامه عليه، ومن وفاءه صلى الله عليه وسلم وفاءه لأقربائه حرص على هدايتهم، ودعوتهم إلى الله يناديهم يا معشر قريش، ويا فاطمة بنت محمد، ويا صفية عمة رسول الله “لا أغني عنكم من الله شيئا”، يدعوهم إلى الهدى كما أمره الله تبارك وتعالى ” وأنذر عشيرتك الأقربين” ولما مرض عمه أبو طالب الذي كان يؤويه وينصره ويدافع عنه، أتاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال ” يا عم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله” فقال أبو جهل وعبدالله بن أمية أترغب عن ملة عبد المطلب، فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم وأعادوا، وكان آخر ما قاله أبو طالب هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال صلى الله عليه وسلم ” لأستغفرن لك ما لم أنه عنك” فأنزل الله تعالى ” ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى”
ومن وفاءه مع أصحابه، هو حب أصحابه والرفق بهم والإحسان إليهم، فقد قسم النبى صلى الله عليه وسلم غنائم حنين وأعطى المؤلفة قلبوهم ولم يعطي الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا في أنفسهم فجمعهم وطيب خاطرهم، فسكت القوم حتى أخضلوا لحاهم، فهذا الوفاء وهذه الكرامة ومعرفة الحقوق فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين، أما وفاءه مع أعداءه فإن يوم الحديبية اتفق مع كفار قريش على أن من أتى محمدا من أهل مكة مسلما ردوه إليهم، ومن أتاه من المدينة مرتدا لم يردوه، فكان شرطا قاسيا على المسلمين ولكن الله جعل له فرجا ومخرجا، فسمع أناس من أصحابي النبي صلى الله عليه وسلم بهذا فكانوا في المرصاد لقريش يغدون عليهم ويهددون مصالحهم فلما رأت قريش أن الأمر شديد طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقط هذا الشرط فكان إسقاطه من طريقهم لا من طريقه لأنه صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على الوفاء بالعهود والعقود صلوات الله وسلامه عليه وصدق الله ” وإنك لعلى خلق عظيم”
تعامل النبي مع أهل بيته