أخبار عالميةأخبار مصر اليوم نيوز
تداعيات التحذير الإيراني لإسرائيل من أي تصعيد في لبنان

تداعيات التحذير الإيراني لإسرائيل من أي تصعيد في لبنان
كتب ضاحى عمار
في ظل التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، حذر وزير الخارجية الإيراني المُكلف، علي باقري كني، إسرائيل من مغبة ارتكاب أي “خطأ جديد” في لبنان. جاء هذا التحذير خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي هاكان فيدان، حيث شدد كني على أن أي تصعيد من قبل إسرائيل في لبنان سيؤدي إلى تغييرات إقليمية ليست في صالح تل أبيب.
السياق والتصريحات
نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء تصريحات باقري كني، حيث أكد أن إسرائيل، بعد مرور تسعة أشهر على الأحداث الدامية في المنطقة، لا تزال غير قادرة على استعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر. وقال كني: “عليهم أن يعلموا أن أي خطأ جديد يرتكبونه في لبنان سيخلق ظروفاً جديدة على المستوى الإقليمي على حساب تل أبيب، حيث لن يتمكنوا عبر القتل والجرائم من تعويض فشلهم الاستراتيجي”.
هذا التصريح جاء في وقت حساس، حيث تستمر التوترات بين إيران وإسرائيل على خلفية العديد من القضايا الإقليمية، بما في ذلك النزاع في سوريا واليمن، وبرنامج إيران النووي.
آراء السياسيين
في هذا السياق، رأى المحلل السياسي الإيراني، حسن روحاني، أن هذه التصريحات تعكس الموقف الإيراني الثابت تجاه السياسات الإسرائيلية في المنطقة. وأكد أن إيران تسعى جاهدة لتعزيز نفوذها في لبنان وسوريا، وأن أي تصعيد إسرائيلي سيواجه برد حازم.
من جهة أخرى، يرى السياسي الإسرائيلي المخضرم، يوسي ميلمان، أن تصريحات كني لا تعدو كونها جزءاً من الحرب النفسية التي تشنها إيران في محاولة لردع إسرائيل عن أي خطوات تصعيدية في لبنان. وأضاف: “إسرائيل لن تتراجع عن الدفاع عن مصالحها الأمنية في المنطقة، وستواصل العمل على تفكيك البنية التحتية للميليشيات الموالية لإيران”.
آراء الأكاديميين
من الجانب الأكاديمي، يقول الدكتور مايكل هيرتسوغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تل أبيب، إن التوترات بين إيران وإسرائيل ليست جديدة، لكن التهديدات الأخيرة تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تغيرات جذرية. وأوضح أن “إيران تسعى لفرض معادلة جديدة في المنطقة، تعتمد على ترهيب إسرائيل عبر حلفائها في لبنان، وخاصة حزب الله”.
وفي السياق ذاته، يشير الدكتور وليد فارس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون، إلى أن التصريحات الإيرانية قد تكون أيضاً رسالة إلى الداخل الإيراني، تعكس محاولة النظام لتعزيز موقفه الداخلي في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة. وأضاف: “القيادة الإيرانية تستخدم مثل هذه التصريحات لتوحيد الصفوف الداخلية وإظهار القوة في مواجهة الأعداء الخارجيين”.
التحديات الإقليمية
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط العديد من التحديات، حيث تستمر الصراعات في سوريا واليمن، فضلاً عن استمرار التوترات في الخليج العربي. وترى العديد من الأطراف الإقليمية أن أي تصعيد في لبنان قد يفتح جبهة جديدة من الصراع، تؤثر على استقرار المنطقة بأسرها.
من جهة أخرى، تعيش إسرائيل فترة من عدم الاستقرار السياسي، حيث تتجه الأنظار نحو الانتخابات المقبلة، وسط خلافات داخلية حول كيفية التعامل مع التهديدات الخارجية، وخاصة من إيران وحلفائها.
اخيرا في خضم هذه الظروف المعقدة، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، حيث تترقب الأطراف المختلفة بحذر تطورات الأوضاع في لبنان، وأي تحركات قد تقوم بها إسرائيل. ويبدو أن التصريحات الإيرانية تهدف إلى توجيه رسالة قوية إلى إسرائيل وحلفائها، بأن أي مغامرة جديدة في لبنان ستكلفهم غالياً، وقد تغير موازين القوى في المنطقة لصالح إيران وحلفائها.
هذا التحذير يعكس مدى التوتر السائد في المنطقة، ويظهر أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستوى الإقليمي، ما يستدعي من الأطراف كافة ضبط النفس والعمل على تجنب المزيد من الصراعات المسلحة