تأثير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة على الحرب في الشرق الأوسط
بقلم : حماده عبد الجليل خشبه
تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورًا مهمًا في الشرق الأوسط، حيث تؤثر سياساتها الخارجية بشكل كبير على التوازن السياسي والأمني في المنطقة وخاصة العربية . وفى وجود انتخابات رئاسية أمريكية ، تتزايد التساؤلات حول مدى تأثير نتائج هذه الانتخابات على الصراعات والنزاعات المستمرة في الشرق الأوسط وخاصة في قطاع غزة وجنوب لبنان .
في هذا المقال، نحاول معا معرفة كيف يمكن أن تؤثر الانتخابات الرئاسية في أمريكا على الأوضاع في الشرق الأوسط، بدءًا من دور الرؤساء السابقين إلى العوامل الرئيسية التي تؤثر في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة.
يعتبر الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية استراتيجية للولايات المتحدة وبعض الدول الكبرى بسبب موقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية الهامة، وخاصة النفط. ومنذ الحرب العالمية الثانية، لعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في صياغة التحالفات والتدخلات العسكرية والسياسية في المنطقة، سواء لحماية مصالحها أو لضمان الاستقرار السياسي والأمني بما يتماشى مع رؤيتها الاستراتيجية.
وبمرور الزمن، اتخذت واشنطن مواقف متباينة من قضايا الشرق الأوسط مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والحرب في سوريا، والنزاع في اليمن، والسودان ولبنان ، وتوسع النفوذ الإيراني. وتعتمد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط إلى حد كبير على الإدارة الرئاسية الحاكمة، حيث تتغير الاستراتيجيات وفقًا لرؤية الرئيس ووجهة نظره نحو دور الولايات المتحدة في العالم.
يمكن للانتخابات الرئاسية الأمريكية أن تؤثر بشكل كبير على الصراعات القائمة في الشرق الأوسط، ويتجلى هذا التأثير على السياسة تجاه إسرائيل وفلسطين – واسرائيل و لبنان ـ واسرائيل وايران وغيرها ففي حين يدعم بعض الرؤساء سياسات أكثر توازنًا تجاه الجانبين، يتخذ آخرون مواقف أكثر انحيازًا لإسرائيل. على سبيل المثال، إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت السفارة الأمريكية إلى هناك، ما أدى إلى تصاعد التوترات. وفي المقابل، تتبنى بعض الإدارات سياسات تهدف إلى استئناف المفاوضات والتوصل إلى حلول سياسية،
يشكل البرنامج النووي الإيراني تحديًا رئيسيًا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. يختلف نهج الرؤساء تجاه إيران، حيث اتبعت إدارة أوباما سياسة دبلوماسية أدت إلى توقيع الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، فيما انسحبت إدارة ترامب منه وفرضت عقوبات مشددة على طهران. وتؤدي هذه التغييرات إلى تأثيرات مباشرة على العلاقات بين إيران وجيرانها، مما يؤثر بدوره على الأوضاع الأمنية في المنطقة.
يختلف أيضا موقف الرؤساء من التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط، حيث يفضل البعض تقليل الوجود العسكري الأمريكي وإعادة توجيه الموارد نحو الأولويات الداخلية، كما حدث خلال فترتي أوباما وبايدن، في حين يركز آخرون على تعزيز الحضور العسكري لدعم الحلفاء. وتؤثر هذه القرارات بشكل مباشر على الحروب والنزاعات في دول مثل سوريا والعراق واليمن والسودان وما يحدث الان فى دول المنطقة فى القطاع ولبنان .
المشكلة الأكبر أن اغلب الدول فى الشرق الأوسط تعتمد على الدعم الأمريكى لضمان استقرارها ويؤدى تغيير الرئيس إلى تحول فى مستويات الدعم المقدم من امريكا لدول الشرق الأوسط سواء كان اقتصاديا أو عسكريا .
يمكن الجزم بأن نتيجة الانتخابات الأمريكية ستؤدي إلى إنهاء النزاعات في الشرق الأوسط أو تفاقمها بشكل مباشر، لأن هذه النزاعات غالبًا ما تكون ناتجة عن عوامل معقدة ومتشابكة. ومع ذلك، هناك توقعات بأن الإدارة القادمة، سواء كانت من نفس الحزب أو من حزب معارض، ستؤثر على كيفية تعامل الولايات المتحدة مع العديد من القضايا الحساسة، مثل الملف النووي الإيراني، والصراع العربي-الإسرائيلي، والعلاقات مع القوى الإقليمية مثل السعودية وتركيا وإيران.
من وجهة نظرى المتواضعة ، تعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية عاملًا مهمًا يؤثر على السياسات تجاه الشرق الأوسط، لكنه ليس العامل الوحيد. يبقى المستقبل الأمني والسياسي للمنطقة مرهونًا بعدة عوامل داخلية وإقليمية، إضافة إلى دور القوى العالمية الأخرى. ومع ذلك، تظل السياسات الأمريكية بعد الانتخابات محط أنظار الدول الشرق أوسطية، لأنها قد تؤدي إما إلى دعم جهود السلام والاستقرار، أو إلى تصعيد التوترات القائمة.
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها
تحيا مصر
تابعنا على جوجل نيوز