قبلت دعوتهم دون أي تفكير ،وكان ذلك بشكل عفوي ،فكل ما كان يشغلني كيف لي أن أقنعه بتلك الدعوة ؟ وهل فعلا سيوفي بوعده لي ؟؟؟ لم يكن اعتراضه إلا خوفا علي ولم أدرك ذلك إلا بعد خوض تلك التجربة الخوف وصل بي لدرجة لم يسبق لي أن عرفته للحظات كدت أن أفقد وعي رغم فقداني لرؤية وليس الرؤية فقط فقد تعطلت حواسي لدرجة شعرت أن قلبي على وشك التوقف عن النبض وكل ما فكرت به هو لو أني لم أعانده هذه المرة وليته معي ليمنعني من الحضور أو يمسك يدي عنوة ويأخذني للبيت وأرتمي بحضنه وأبكي ويده تمسح على شعري كما يفعل ومع كل هذه اللحظات التي عشتها لم أعترف أمامه بكل ذلك الخوف وتظاهرت بأنني كنت بقمة السعادة ولكني قررت بعدها بعدم تكرار قبول تلك الدعوات فالشعور الذي كان يعذبني أنني أخطأت بحق كل من مات ليمنحنا الحياة ويقدمون لنا الكرامة والعزة ولم أعرف إلا متأخرا ولو فكرت وقتها لكنت أكثر وعيا وعقلانية لرفض دعوة من هؤلاء كما فعلت بعد ذلك ليس كل الأشياء التي نفعلها تشعرنا بالفخر فأحيانا نشعر بالخجل من أنفسنا لمجرد السلام على من لا يستحق