انتهت المقابلة من كتاب هجوم الغربان
بقلم
محمد ابراهيم الشقيفى
حين نظرا العالم إلى هيئتي لموطني التي تستأنس به جوارحي اختلفت الآراء اختلق البعض أفكاراً وهمية بلا منطق وانتهى معي الحديث قبل أن يبدأ .
فلاسفة التهميش و عشاق الأناقة والمظهر الخارجي تملك قلوباً نبضها أشد صلابة من الحجر إن الأرض التي تمر من على اعتابها خطاهم جفت فيها عيون المالح و العذب امتنع عنها قطر الندى طولا من الدهر لقد أصاب الجفاف فروع الأغصان بين أحضان الشجر .
حين تجوع النفس البشرية تلتهم بوحشية الأخضر واليابس تسلك طريقاً مغايراً للواقع تصطدم أثناء المواجهة بكافة الأشياء المقابلة كل هذا يحدث فى صمت الجفاء المميت قسوة النفس الأثمة تقتل همس الأمل عن بعد تجرد الحلم من رداءه ترسم على الوجه البرئ تجاعيد الفتن.
الأنانية الحمقاء رهيبة جداً وهى تهرول فى فزع بين سكون أوردة النبض العمياء
منعدمة البصيرة تلك النفس التي تشتهي كل جديد فى يد الجميع أصابها دوار الجشع تأكل ولا تشبع تخطف ما فى قبضة اليد ولا تقنع تبنى أبراج الوهم على جانبي طريق المستحيل لقد اعتادت خبيئة الجهل أن تطرح أكذوبة الوهم بعد أن نزعت فتيل قنبلة شديدة الإنفجار فى قلب جسر أوشك بالفعل على الإنهيار .
قبل أن أرتب أوراقي أرى أهوال الضباب أفواجا تلو الأخرى بين ظلمات الجهالة بلا قبس ينير لقد غاب الطيف الزهري الذي يضئ عتمة الحقد الدفين بئس سخرية القدر.
فى كنف الحقير وضاعة تعكر علينا صفو الحياة.
ثلاثية هزلية بلادة فى الرأى وقلة بالفهم وعدم إتقان فن الرد والتعبير قتلوا جميعاً أرباب الطموح يتبعثر الأمل في الوجدان الأدبي و يحدث الصمت شرخا نفسياً فى مرآة الأحلام التي تتبخر حيث يسقط الغيث تستقر فى عزلة بين السحاب تتبدل ملامحها قرب الشمس الحارقة تنشق صفوف ذاكرة السرب المنظم بمنشار عديم الرحمة دون أن يصب العرق على جبهة الأرض قطرة يتيمة من الخجل ولا يسقط على جبين الدهر مدى الحياة.
انتبهت أن المقابلة معي قد انتهت قبل أن أفتش على الكلمات لقد حدث بالفعل لكن على عجل كل ذلك من أجل نظرة سطحية إلى مظهر زائف فى عالم عصف به الريح و ركن حيث موضع القدر .
إلى من يهمه الأمر يخط القلم بين السطور أحرف تتلألأ يرسم على لفائف من ورق البردي المقوى صور من حكايات مذهلة لبني البشر .
أترك الجريح يتعافى يواجه القدر مرة ثانية لا تمزق الأشلاء وهى تبحث عن لذة الشفاء فى السراب وهى شبه عارية عانق بلطف احتضن بشغف رقى المكافح لا تهمش هذا الجهد المبذول ولو كان السعي ضئيل مد يد العون لانتشال ضعيف بلا جرم لا تكابر فى سياق الحديث إن الهزيل بالأمس في زحام الحياة غداً يحمل بيده كأس الفوز أمام منصة التتويج ينظر للعالم شامخ القامة مرفوع الرأس يقف بوجه الدنيا وعلى صدره قلادة تمنح لكل بطل .
تابعنا على جوجل نيوز