اليد الخفية للسيطرة على منابع مياه سوريا
بقلم : حماده عبد الجليل خشبه
اليد الخفية للسيطرة على منابع مياه سوريا ، تشكل المياه أحد أهم عوامل الصراع في الشرق الأوسط، حيث تمثل شريان الحياة ووسيلة لتحقيق الهيمنة السياسية والاقتصادية. في ظل الظروف السياسية المضطربة التي تمر بها سوريا، تظهر محاولات إسرائيل المتزايدة للسيطرة على منابع المياه، خاصة في المناطق الحيوية مثل الجولان المحتل ونهر اليرموك.
سوريا، المعروفة بتنوع مصادرها المائية، تضم موارد استراتيجية مثل نهر الفرات ونهر اليرموك بالإضافة إلى الجولان المحتل، الذي يمثل خزانًا مائيًا هائلًا. مع اندلاع الحرب السورية وتراجع سيطرة الحكومة المركزية، أصبحت هذه الموارد هدفًا للسيطرة من قبل قوى إقليمية ودولية.
التحركات الإسرائيلية: أكثر من مجرد احتلال
منذ احتلال إسرائيل للجولان عام 1967، أصبحت المنطقة خزانًا استراتيجيًا لإسرائيل، حيث توفر حوالي ثلث احتياجاتها من المياه. لكن الطموحات الإسرائيلية أو الطمع الاسرائيلي تتجاوز الجولان لتشمل السيطرة على منابع أخرى، زى نهر اليرموك الذي يمر عبر سوريا والأردن. سقوط النظام السوري قد يمنح أو بالفعل قد منح إسرائيل فرصة لتعزيز نفوذها من خلال دعم ميليشيات محلية أو إقامة اتفاقيات غير متوازنة مع سلطات انتقالية ضعيفة.
إذا نجحت إسرائيل في الاستحواذ على مزيد من منابع المياه، فقد تواجه سوريا أزمة إنسانية حادة. ستؤدي السيطرة الإسرائيلية إلى تقليص الحصة السورية من المياه، مما يهدد الزراعة والصناعة، ويزيد من معاناة الشعب السوري الذي يعاني بالفعل من ندرة الموارد بسبب سقوط النظام
عزيزى القارئ يشير هذا السيناريو إلى ضرورة تعزيز الوعي بأهمية إدارة الموارد الطبيعية كعامل أساسي في الصراعات الإقليمية. تحتاج الدول العربية إلى تطوير استراتيجيات مشتركة لحماية مصادرها المائية وتأمين حقوقها في المياه المشتركة مع الدول الأخرى مثل ما تفعل مصر مع دويلة اثيوبيا وام احمد المختل.
السيطرة على المياه ليست مجرد قضية اقتصادية، بل هي أداة تستخدمها القوى الكبرى لتحقيق أهدافها السياسية. إذا لم تتخذ خطوات حاسمة لحماية الموارد المائية السورية، فقد تجد البلاد نفسها في مواجهة مستقبل محفوف بالمخاطر قبل فوات الأوان .
حفظ الله مصر وشعبها وسوريا وشعبها
وتحيا مصر
