النمساويون يحتفلون بيومهم الوطني ويؤكدون على قيم الحرية والديمقراطية
النمساويون يحتفلون بيومهم الوطني ويؤكدون على قيم الحرية والديمقراطية
هاله المغاورى فيينا
احتفلت النمسا يوم السبت 26 اكتوبر 2024 بعيدها الوطني، حيث شهدت العاصمة فيينا فعاليات رسمية متنوعة أحيتها الحكومة الفيدرالية بحضور رئيس الجمهورية ألكسندر فان دير بيلين، وأعضاء من القيادات السياسية والعسكرية في البلاد. تمثلت الفعاليات في إقامة استعراض عسكري ضخم بساحة “الأبطال”، أحد أبرز المواقع التاريخية بالعاصمة، وشهدت مراسم تكريم للجنود والضحايا بوضع أكاليل الزهور، بمشاركة وزير الدفاع النمساوي كلوديا تانر، التي استعرضت قوات الجيش تكريمًا للجهود المبذولة في حماية البلاد.
في كلمته الرسمية، أشاد رئيس الجمهورية ألكسندر فان دير بيلين بجهود الجيش وأهمية دوره في الحفاظ على استقرار الدولة، مؤكدًا على أهمية التكاتف الداخلي في مواجهة التحديات المتزايدة التي تواجهها النمسا وأوروبا عمومًا. وأشار فان دير بيلين إلى الأوضاع السياسية الحالية في القارة، مشددًا على أهمية الوعي بآثار الحملات الإعلامية التي تهدف إلى زعزعة استقرار الديمقراطية النمساوية. كما عبّر الرئيس عن رفضه لمظاهرة كانت مقررة في 9 نوفمبر المقبل، واصفًا إياها بأنها استغلال لمناسبة ذات بعد تاريخي حساس في النمسا.
من ضمن فعاليات اليوم الوطني، فتحت العديد من المؤسسات الحكومية الهامة أبوابها أمام المواطنين، بما في ذلك البرلمان الجديد ومكتب المستشارية الفيدرالية، في خطوة لتعزيز التواصل بين الحكومة والشعب. توافد المواطنون على هذه المؤسسات حيث استقبلهم المسؤولون وعرضوا عليهم معلومات حول العمل الحكومي وآليات صنع القرار. كما أُتيحت الفرصة للزوار لاستكشاف عدد من المتاحف والمكتبة الوطنية التي قدّمت برامج خاصة احتفاءً بهذه المناسبة الوطنية، مع تنظيم أنشطة خاصة للأطفال وبرامج تثقيفية في مختلف المجالات.
في سياق متصل، شهدت العاصمة فيينا تجمعًا تضامنيًا بمشاركة عدد من المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية، والذين رفعوا لافتات تضامنية مع ضحايا غزة، داعين إلى تحرك أكثر فعالية من جانب الحكومة النمساوية لوقف العدوان الإسرائيلي. ورغم اختلاف هذا التجمع عن الفعاليات الرسمية، إلا أنه عكس تفاعلاً شعبيًا قويًا مع قضايا سياسية وإنسانية دولية، مؤكداً على أهمية دور النمسا في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة.
تجسد احتفالات اليوم الوطني في النمسا مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية وتأكيد الالتزام بالقيم الديمقراطية، مع التركيز على دور المؤسسات الحكومية والجيش في الحفاظ على الاستقرار. ورغم الطابع الرسمي للحدث، إلا أن التظاهرات التضامنية مع قضايا عالمية تعكس مدى انفتاح المجتمع النمساوي واهتمامه بالأحداث الدولية.
تابعنا على جوجل نيوز