الناقد الرياضي محمود يحي يتحدث عن التناقد الرياضي

كتب : محمد جلال
الناقد هو الشخص الذي يشخص الحالة ويصفها، المنقود هو عين الشيء أو الفعل الموصوف بالمحاسن أو العيوب·
فالجمهور الرياضي يتمتع بثقافة رياضية كبيرة، حتى الطفل الذي لم يبلغ العاشرة من عمره ينتقد المدرب في خططه وتشكيلته واللاعب في طريقة لعبه وحتى مجالس الإدارة حسب وجهة نظره وتنشيط للملكات الإبداعية عند الجمهور للنقد لمعرفته الدقيقة في الصح والخطأ·
لابد أن يكون الناقد ملمًا بأساسيات اللعبة بقانونها وطرق اللعب والخطط ويلتزم الحيادية في نقده والتخلص من تصفية الحسابات والابتعاد عن شخصنة الموضوع، أن ينقد العمل لا الأشخاص يكون متمكنًا من أدواته كاللغة والأسلوب، وأن يكون هدف النقد البناء لا الهدم واختيار الوقت المناسب للنقد وأن يكون لديه إلهام ولو بسيط بعلم النفس الرياضي بمعنى أن يعرف نفسيات المنقودين واختيار الأسلوب المحبب والمقبول في النقد·
ويتمثل حق النقد الرياضي على خمسة أركان إذا تخلف أحدها بطل الاحتجاج به وتعرض مدعيه للمسؤولية وهي الواقعة الثابتة، الرأي أو التعليق موضوع يهم الجمهور العبارة الملائمة، سلامة النية من خلال العرض السابق يمكن استخلاص بعض القواعد والآداب التي يجب أن يلتزم بها الناقد الرياضي·
ومن آداب النقد الرياضي لابد أن تكون هناك واقعة ثابتة غير منكرة واضحة فليس من النقد أن يختلق الناقد الرياضي الوقائع ثم يعلق عليها وينقدها كذلك يجب أن لا تكون هذه الوقائع قد وسخت أو شوهت، بحيث يفسد ذلك معناها وجوهرها، يجب أن يكون النقد متصلا بالواقعة التي يستند إليها ليكون في ملازمة التعليق يعين القارئ على تقدير قيمة هذه الواقعة، يجب أن يصاغ النقد الرياضي صياغة ملائمة للموضوع بعيدة عن المبالغة أو التهويل، يجب أن يكون الموضوع الرياضي الذي يعالجه الناقد الرياضي يهم قطاعا كبيرا من الجمهور، يجب توفر حسن النية وتوخي النفع العام والرغبة في إفادة الجمهور وتصحيح المسار وخدمة وطنية رياضية·
إن النقد الإيجابي الموضوعي أصبح عملة نادرة في هذا العصر وأصبح مفهوم النقد عند الكثير هو الثناء والمدح والتزكية وهذه هي الطامة التي جعلت من رياضتنا متأخرة والحقيقة أن النقد الإيجابي هو بذل جهد لوصف العمل وذكر سلبياته وإيجابياته بوجه منضبط فهو الذي يدفع مركبة الرياضة إلى الأمام ويعطي الإنسان القوة والمقدرة على تقديم الأفضل وزيادة في الإنتاج والتطور الرياضي، وهناك حكمة تقول: رحم الله أمرئ أهداني عيوبي···