
حنان امين سيف
نائب رئيس قطاع الدلتا
المرأة لها دور اساسي فى الارتقاء بالمنظومة الإنسانية، واحتواء الأفكار للمضي نحو مستقبلٍ مشرق مليء بالآمال والتطلعات النيرة فى المجتمع.
وخاصة المرأة المثقفة نجد لها دوراً كبيراً في نهضة المجتمعات، فنلاحظ حضورها اللافت دائما وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندته، فهي عنصر أساسي في تغيير المجتمع، تغيير إيجابي مرهون بوجود المرأة، حيث تشغل دور أساسي في بناء أسرتها وتربية ابنائها، على الاخلاق الحميدة والصفات الحسنة ورعايتهم وتوجيههم الى الصواب والخطأ ومعرفة أمور دينهم والخوف من ربهم ، ولن تتمكن المرأة من تأدية رسالتها بالامومة والتربية الصحية إن لم هى مهيأة نفسيا وتربويا لذلك.
المرأة هي الصورة الحقيقية المعبرة عن المجتمع، تؤدي الرسالة المقدسة بكل معاني الصبر والأمل والألم، وتتخطى جميع التحديات لتأدية المهام الكبرى المتمثلة برسالة الخير والسلام ومعاني الإخلاص والوفاء والعطاء، والتنشئة على صلابة النفس وقوة الإرادة وترسخ معاني حب التعاون، ومن هنا نستطيع أن نقطف ثمرة بناء الأمة والمجتمع بشكل حقيقي تنموي، وبذلك يتكون الجيل الصاعد الجديد، وينشأ نشأة سليمة.
المرأة هي الركيزة الأساسية داخل الأسرة، والمجتمع، ومن خلالها لا يمكن حدوث التنمية الفاعلة في المجتمعات، نعم هذه هي المرأة العربية التي تسطر يوماً بعد يوم ملامح الأفق الجميل، والمجد العظيم، والتضحيات التي تقوم بها بدءاً من محيطها القريب منها من أسرتها الصغيرة، ومروراً بمجتمعها الخارجي، ووصولاً إلى العالم أجمع، لتظهر بصمات الإبداع والتفوق والريادة في جميع المجالات المجتمعية الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
لا نغفل دور المرأة غير المتعلمة فى الارتقاء بالمنظومة الإنسانية، كونها لا تقل قيمة عن المرأة المتعلمة، فالله سبحانه وتعالى زرع فيها من الحب، والحنان، والخوف على أولادها ما يلزمها لرعايتهم والاهتمام بهم أحسن اهتمام، فبحبها تحرص على أن لا يصيبهم أي مكروه، وتحاول جاهدة أنْ تؤمن لهم من سبل الحياة بما يضمن مستقبلاً واعداً ومشرقاً لهم، سواء من النّاحية الاجتماعية أو من الناحية التعلمية، وتطمح كل أم إلى أنْ يعيش أبناؤها حياة أفضل من حياتها، وأنْ توصلهم لِمراتب أعلى مما كانت تحلم بها.
المرأة سواء أكانت متعلمة أو غير متعلمة، فهي أساس هذا المجتمع ومن واجبنا أن نعتني بها، ولا نقلل من قيمتها، فمن دونها فسدت المجتمعات، ولم تكن لتظهر الفئة العظمى من المفكرين، والمبدعين، والقادة؛ فهي التي تحرص على النهوض بهم وتوفير سبل الراحة والفرص لهم.
ورغم كافة التحديات ، ما زالت تسطر المرأة العربية الإبداع بأبهى صوره في جميع المجالات؛ فهي المعلمة والمربية، الطبيبة، القاضية الشاعرة، الأديبة والفقيهة، وحتى اللحظة ما زالت المرأة العربية تكدح وتكد وتساهم بطاقاتها في رعاية بيتها وأفراد أسرتها، هي الأم الرائعة الصابرة التي يقع على عاتقها مسؤولية تربية الأجيال القادمة، وهي التي تدير البيت وتوجه مجالاته، وهي كذلك البنت والأخت، مما يجعل الدور الذي تقوم به المرأة في بناء المجتمع لا يمكن إغفاله أو التقليل من قيمته وخطورته
وايضا المرأة لها دورا اجتماعيا عظيما فهى تغرس فى الابناء القيم والاخلاق الدينية والمجتمعية، كما انها تشارك فى العمل الاجتماعي والعمل التطوعي وتقوم تربية أطفالها على الاخلاق الحميدة والصفات الحسنة ورعايتهم وتوجيههم الى الصواب والخطأ وتبصيرهم بأمور دينهم والخوف من ربهم، ولن تتمكن المرأة من تأدية رسالتها بالامومة والتربية الصحية إن كانت هى غير مهيئة نفسيا وتربويا لذلك. ولعل أهم أدوار المرأة أنها تشجع زوجها وأباها وإخوتها وعائلتها أجمع على صلة الأرحام ومشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم، وزيارة المرضى، مما ينشر المحبة والتعاون، فتقوم الأجيال على المبادئ السامية وقيم الإسلام الحسنة والمحبة والود. وفي الواقع فان المرأة تشكل نصف المجتمع وهي سند للرجل وشريكة حياته تتحمل معه مختلف ظروف الحياة القاسية
وتشغل المرأة في الجيش عدة مجالات مثل الهندسة وأماكن المراقبة والإدارة والصحة والإطفاء وحراسة المواكب، ولكنّ عدد الدول التي سمحت للمرأة بتولي مهمات نشطة في الجيش تعد قليلة، وذلك رغماً من بلوغ بعض النساء رتب عسكرية عالية.
لذلك المرأة نصف المجتمع؛ بل ويصح ان نقول بانها المجتمع كله؛ اذ لا يمكن إنكار أهميتها. فبدون وجودها لايمكن ان تسير عجلة الحياة، فهي الام والاخت والابنة والزوجة والحبيبة والصديقة ولها دور اساسي تستحق بموجبه أن تمنح جميع حقوقها كاملة مع الاحترام الشديد لعطائها المستمر.