المبادئ المنظمة للتغيير الدائم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 نوفمبر 2024
الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد، إن الإنسان كما يقال مدني بطبعه لا بد له في حياته من العيش مع مجموعة من الناس يتعامل معهم ويحتك بهم ويحتاج إليهم وهذا التعامل لا يكون بالطبع مع أجساد مجردة بل هو بالإضافة إلى ذلك يكون مع أرواح لها شعور وإحساس فهي تغضب وتتألم وتحب وتكره كما قال المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم “الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف” ومن هنا برزت أهمية الأخلاق.
فالأخلاق عبارة عن غرائز كامنة تظهر بالإختيار وتقهر بالإضطرار كما عرّفها الماوردي رحمه الله وأصل الخُلق هي السجيّة التي يكون عليها الإنسان، وإن الناظر إلى تعاليم الإسلام يجد أنه قد أولى هذا الجانب عناية عظيمة من حيث الحض على مكارم الأخلاق وبيان الأجر المترتب على الإتصاف بحسن الخلق وفي المقابل العقاب على سوء الأخلاق، ويتحدث الكاتب ” انتوني روبينز” عن الكيفية التي بها غير حياته قائلا لقد إتبعت في معظم سنوات حياتي ما أعتبره المبادئ المنظمة للتغيير الدائم” ورغم بساطة هذه المبادئ إلا أنها قوية وفعالة للغاية عندما تطبق بعناية ومهارة، وهذه المبادئ تفيد على المستوى الفردي والجماعي بل والعالمي، فإذا أردت في يوم من الأيام أن تحدث تغييرا حقيقيا في حياتك فأول شئ عليك أن تفعله هو أن تعلي من مستوياتك أو تزيد من مقاييسك.
فعلى المستوى الصحي لا تكتف بأن عندك مرض واحد بل ليكن المستوى الصحي الذي تحلم به هو أن تعالج هذا المرض وتكتسب لياقة بدنية وتزيد من طاقتك وعلى المستوى الروحي لا تكتفي بأنك تؤدي الفروض بل إبحث عن السنن والنوافل وتعمق في دينك أكثر وتقرب يوما بعد يوم الى الله تعالى ولا تقل أنا بخير وهذا يكفيني، فأنت لن تقف مكانك بل تأكد أنك إذا لم تتقدم فسوف تتأخر، وعلى المستوى الأسري لا تقل لنفسك حالتي معقولة بل حاول أن تبحث عن سعادة أكثر واحلم بمراكز أعظم لأولادك وخطط لذلك من الآن، وأقوى مجال في حياتك هو المجال الروحي وهذا وفقا لأحدث البحوث النفسية لذا فإنك إذا أحدثت تغييرا في باقي مجالات حياتك سواء إجتماعي أو صحي أو نفسي أو مهني أو عقلي وسيكون يسيرا للغاية وهذا ما يفسر لنا سر تحول العرب بعد دخولهم الإسلام.
فبعد أن كانوا أناسا خاملي الذكر أصبحوا بالإسلام قوة جبارة تحكم العالم بالعدل والسلام وخرج منهم علماء في شتى مجالات الحياة، فأناروا العالم بنور العلم الذي بهداه تقدم الغرب وصنعوا حضارتهم الحالية التي ننبهر من روعتها رغم أنها وليدة حضارتنا الإسلامية والتي نجهل قوتها الكامنة، وأن أول شئ ينبغي عليك أن تغيره في نفسك هو الطلبات التي تطلبها من نفسك فاكتب كل الأشياء التي لا تقبلها في حياتك سواء بسواء من نفسك أو من الآخرين ثم اسأل نفسك هل ما أعاني منه سببه فيّ أم في غيري، فإذا كنت ممن يقولون دائما لأنفسهم أنا ملاك أنا ليست بي عيوب، فرجاء لا تكمل معنا قراءة هذا الموضوع فهو ليس لك، أما إذا كنت ممن يعتقدون أنك بشر وكما أن لك مميزات فلك عيوب وأنت على إستعداد أن تمحو هذه العيوب وتقوي هذه الميزات.
فتستفيد بمشيئة الله تعالى مما نكتب أقصى فائدة وستحقق نجاحات رائعة فقط اعرف نفسك بصدق ووضوح وإذا ما تأكدت أن الخطأ بالفعل من الطرف الآخر ففكر في طريقة لطيفة لتغيير هذا الموقف الذي لا تحتمله، وكن أمينا مع نفسك فلحظات الأمانة والصدق مع النفس لا تعدل بملء الأرض ذهبا ثم اسأل نفسك ما هي الأمور التي لن أستطيع أن أتحملها ثم أكتب كل الأشياء التي تتمنى من أعماق قلبك أن تحققها ثم فكر في هؤلاء العظماء والنتائج الرائعة التي وصلوا إليها في حياتهم بعد أن أخذوا عهدا على أنفسهم أن لا يقبلوا بأقل من المستوى الذي حلموا به.
تابعنا على جوجل نيوز