الكلابية تستعيذ من رسول الله
الكلابية تستعيذ من رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 28 أكتوبر 2024
الكلابية تستعيذ من رسول الله ، الحمد لله على نعمة الإسلام وكفي بها نعمه وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، واحمده على منه عليكم بمواسم الخيرات والتي تتكرر كل عام، وتوبوا لله توبة نصوحا، ولا تموتن إلا وأنتم مؤمنون ثم أما بعد روي أنه كان النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في نوبة السيدة عائشة رضي الله عنها وبعد أن ناما، أتى جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم فبلغه أمر الله تعالى بأن يذهب ويدعو ويستغفر لأهل البقيع، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم على الفور، فأفاقت السيدة عائشة رضي الله عنها فتحسست النبي في فراشه.
فلم تجده فظنت به سوءا من غيرتها، أي ظنته ذهب إلى إحدى نسائه، فإرتدت ملابسها وخرجت تبحث عنه، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم راجع من البقيع فعادت مسرعة ودخلت في الفراش فعندما وصل النبي بيتها وجدها تجد في النفس من تحت الغطاء أي تتنفس بسرعة من أثر الركض، فسألها قائلا لعلك ذلك الزوال؟ فقالت نعم فضربها بيده الشريفة على صدرها ضربة خفيفة وقال أتظني أن يحيف الله عليك ورسولة ؟ فما كان هذا منها إلا بسبب الغيرة، وما زاد رسول الله صلي الله عليه وسلم على ذلك وما عنفها وما طلقها كما يفعل رجال اليوم على أقل خطأ يطلق أو يحلف بالطلاق فما جعل الله القوامة بيدك إلا لأنك تتحكم بعواطفك وتحكم عقلك أكثر من النساء، وأخبرنا الحسين بن حريث قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال.
سألت الزهري عن التي إستعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني عروة عن عائشة أن الكلابية لما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قالت أعوذ بالله منك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لقد عذت بعظيم إلحقي بأهلك” رواه النسائي، فبعد هذا القول وهذا التعوذ من النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنفها وما زاد على قول “لقد عذت بعظيم إلحقي بأهلك” وهي من كنايات الطلاق، وعن قتادة عن أبي نهيك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه” رواه أحمد، وقيل انه استأذنت هالة بنت خويلد وهي أخت السيدة خديجة على النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت السيدة عائشة معه في بعض سفراته فسمع النبي صلى الله عليه وسلم كلام هالة.
فإنتبه وقال هالة هالة أو اللهم هالة، فعرف إستئذان خديجة، أي صفته لشبه صوتها بصوت أختها فتذكر خديجة بذلك وقد إرتاع أي إهتز لذلك سرورا، وفي رواية عبد الله البهي عن السيدة عائشة رضي الله عنها عند الطبراني “وكان إذا ذكر خديجة لم يسأم من ثناء عليها وإستغفار لها” وعند أحمد والطبراني في هذه القصة قالت السيدة عائشة فقلت أبدلك الله حمراء الشدقين والمراد بالشدقين ما في باطن الفم فكنّت بذلك عن سقوط أسنانها حتى لا يبقى داخل فمها إلا اللحم الأحمر من اللثة وغيرها، وبكبيرة السن حديثة السن، فغضب حتى قلت والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا إلا بخير” هذا لكون السيدة عائشة أوردت هذه المقالة مورد التنقيص، وعند أحمد من حديث مسروق عن السيدة عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم.
” آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء” وقالت السيدة عائشة فأغضبته يوما فقلت خديجة، فقال “إني رزقت حبها” وقال القرطبي لا تدل قصة السيدة عائشة هذه على أن الغيره لا تؤاخذ بما يصدر منها، لأن الغيرة هنا جزء سبب وذلك أن السيدة عائشة رضي الله عنها اجتمع فيها.
تابعنا على جوجل نيوز