القراءة عادة نسيناها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما، ” وإنك لعلي خلق عظيم” أما بعد إن العلم الشرعي نور يسير به العبد إلى ربه في عقيدته وعبادته وأخلاقه ومعاملاته على صراط مستقيم، ونحن والله رجالا ونساء عربا وعجما، وفي كل أرض وبلاد، محتاجون حاجة شديدة إلى طلب العلم الشرعي ودراسته، محتاجون إليه في معرفة عقيدتنا وتوحيدنا وأصول ديننا وعباداتنا من صلاة وصيام وحج وزكاة وغيرها، محتاجون إليه في معرفة ما أُحلّ لنا وما حرّم علينا، محتاجون إليه في معرفة أحكام معاملاتنا وعقودنا ومناكحاتنا.
محتاجون إليه في معرفة تعاملنا مع ولاة أمرنا وحكامنا، وما يحدث في بلادنا وما حولها من فتن، محتاجون إليه في معرفة تعاملنا مع أعدائنا في الحرب والسّلم ووقت القوة والضعف، محتاجون إليه في معرفة أهل البدع والأهواء وأحزابهم وتنظيماتهم ورجالاتهم حتى لا نكون منهم ولا معهم، وإن القراءة عادة نسيناها في حين ورثها عنا الغربيون فأحسنوا رعايتها حتى جنوا ثمارها تقدما علميا مذهلا لا ينكره إلا جاحد، في حين بقينا نحن نبحث عن البدائل اليسيرة للقراءة على التلفزيون والإذاعة والفيديو فألفنا الكسل وإستسغنا اللقم الباردة وأصبحت أدمغتنا أوعية حفظ محددة الصلاحية، ضعيفة ومتعبة، والقراءة عادة تبذر في تربة النشء الخصبة لتورق فكرا قويما وتثمر نجاحات باهرة في مستقبل الأيام فأين القراءة من نشئنا وأين منا النجاح؟
وإن على المعلم وكذلك على الوالدين مسؤولية كبيرة في تحبيب القراءة والمطالعة للتلميذ بالطرق والوسائل المختلفة، وكما يجب أن يعرف التلميذ أن المطالعة هي شرط لا بد منه للنجاح في أي سن وفي أية مادة وفي أي مستوى وفي أية شعبة، وكما يجب عليه أن يعلم بأن الوسائل الأخرى للتعلم مهما كانت مهمة كالتلفزيون والإذاعة والفيديو والكمبيوتر لا يجوز أبدا أن تكون بديلا عن المطالعة في كتاب أو مجلة أو جريدة ويجب أن يتوفر في كل مكان مكتبات، سواء في البيت أو في المؤسسة التعليمية وغيرها، ويجب أن يشجع المعلم تلاميذه على القراءة والمطالعة في كل مكان سواء في موضوعات تتعلق بدراستهم أو بدينهم أو بالثقافة العامة الواسعة، ومن الواضح أنه في العديد من المجالات، ليس هناك ما يكفي من معلومات للوصول إلى نتائج نهائية وحاسمة في هذا الشأن.
لكن الأدلة تشير إلى أن مواقع التواصل الإجتماعي تؤثر على الناس بأشكال مختلفة، وفقا لظروفهم المسبقة، وسمات الشخصية لديهم، وكما هو الحال مع بقية مغريات العصر الحديث، فإن الإستخدام المفرط لوسائل التواصل الإجتماعي غير مفضل، ولا يُنصح به، لكن في الوقت نفسه سيكون من الخطأ القول إن وسائل التواصل الإجتماعي سيئة بشكل عام، لأنه من الواضح أنها قد تحقق فوائد لا تحصى في حياتنا، وكما إن إدمان مواقع التواصل الإجتماعي له مخاطر صحية خصوصا للأطفال حيث تؤثر على النظر وخلايا المخ وفقرات الظهر والرقبة، وأن إدمان السوشيال ميديا له مخاطر نفسية حيث يجعل الشخص منعزلا عن الآخرين ومنغمسا في الواقع الإفتراضي، بالإضافة لإصابته بأعراض التوتر والإكتئاب نتيجة لزيادة حالة الانفعال.
تابعنا على جوجل نيوز