
العمل التطوعي في سورية ” مشروع عبادة دعدوش التوعوي الريادي ” نموذجاً
حسن مرعي مصطفى
من يرى الحرب استثماراً ويريد أن يتاجر بأمن الناس ، يسعى إلى تخريب الإنسان ، عبر تشويه قيمه ومُثله وجعله ينزلق إلى مهاوي التطرف ومن جهة أخرى من يوقف الحرب هو الذي يساهم في بناء الإنسان ، فأوروبا التي عاشت حروباً طاحنة لم تحقق لاحقاً كل هذا الأمن والاستقرار لولا أنها استثمرت في الإنسان ثقافياً ومعرفياً فرفعت بذلك من عتبة الوعي الجمعي . ومن هنا وجبت الإشارة إلى أفرادٍ قدموا كثيراً في هذا المضمار ومنهم الباحث عبادة دعدوش ، خبير التنمية المجتمعية و المتحدث التحفيزي والحائز على درجة ماجستير في إدارة الأعمال ، والذي كرَّسَ كثيراً من وقته على مدى سنوات الحرب في سورية لتدريب وتأهيل مئات الشبان والشابات في مجالاتٍ مختلفة مجاناً في كثيرٍ من الأحيان وبالتعاون أحياناً أخرى مع جهات رسمية كوزارة التربية و وزارة الثقافة في سورية . وينحدر الدكتور
عبادة دعدوش من عائلة عريقة أثبتت من خلاله ومن خلال من شابهَهُ فيها ، أنها لم ترث عن الأجداد أموالهم ونسبهم فقط بل و ورثت أيضاً شيم الشخصية العربية الأصيلة التي تمتاز بالكرم والتي هي مضرب مثلٍ بين الحضارات في مضمار ثقافة العطاء ، قد لا يصل أصحاب الأيادي البيضاء في سورية أو اليمن أو العراق إلى شُهرة الأم ” تريزا ” وغيرها ممن مارسوا العمل التطوعي لاعتبارات كثيرة لا نريد ذكرها ، لكن يكفينا أن نضحد من تلك الاعتبارات ، عنصر عدم تقدير الشعوب لهذه الشخصيات المعطاءة ، عبر مقالنا هذا ، مُساهمين بانصافهم ونشر ثقافة العطاء من خلال الحديث عنهم .
” المُتحدث التحفيزي ” هو شخصٌ قادر على استخراج الأمل والطاقة الكامنة في نفوس الناس التي ظنوا أنهم فقدوها ، وهو الذي يُزيل الغشاوة عن العيون فيساعدنا كي ننظر بعيداً وعميقاً لنصل إلى فرصنا الضائعة ، وهو بالتالي المُعادل الموضوعي للشعار الذي ترفعه سورية في هذه المرحلة العصيبة ” الأمل بالعمل ، الأمل بالتعليم .. الخ ” نعم ، هو من يجعلنا ندرك كم نحن قادرون وبالتالي يوقد جذوة آمالنا . في المؤسسات المعنية ببناء الإنسان قد نجد بعض المسؤولين الكُسالى الخاملين أو عديمي الشغف والرؤية ، بينما في العمل التطوعي والخيري أياً كان صنفه فلا نجد مثل هؤلاء . لا مجال لذكر ماقدمه الأستاذ عبادة دعدوش من جهود لإنجاح عشرات الفعاليات التعليمية والمهنية و المسرحية والثقافية عموماً في هذه العُجالة لذا سنكتفي بالحديث عن أحدث ماقدمه من جهود في سلسلة فعاليات ” أرجوك افهمني ” وهي سلسلة إبداعية تشرف عليها مديرية الثقافة في محافظة حماه كما يشرف عليها هو . فكرة هذه الفعاليات هي فكرة تُطرح للمرة الأولى ، و هي تقديم وعي عن الذات البشرية من خلال استعراض الاختلافات الفطرية من خلال عدة فقرات أدبية و غنائية و فنية و مسرحية و تنموية .
تابعنا على جوجل نيوز