مقالات

الشمس والقمر لا ينكسفان لأحد

الشمس والقمر لا ينكسفان لأحدالشمس والقمر لا ينكسفان لأحد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

مقالات ذات صلة

 

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، ثم أما بعد إن الشرع المطهر علمنا أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ومع ذلك يحدث في هذا اليوم من منكرات الروافض الشيء الكثير، ويحدث فيه من البدع والمحدثات أمور كثيرة، لا يرضاها شرع ولا يقرها دين، وإنما هي أفعال جاهلية وأمور باطلة، لا ترد ميتا ولا تنصر حقا، بل تولد حقدا وتنشر جهلا وبدعا، فهل يستطيع عقلاء الأمة جمع كلمتها وتوحيد صفها قبل أن تخترم بنيتها وتضيع قوتها؟ فاتقوا الله، فتقوى الله خير وأبقى، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى. 

 

وهكذا تتوالى منن الرحمن ومنحه لهذه الأمة، فلا تكاد القلوب تصدأ والذنوب تتراكم حتى يمنّ علام الغيوب بستر العيوب ويتوب على من يتوب، ويأتي اليوم العاشر من المحرم وهو يوم من أيام الإيمان، ومناسبة تستحق الشكر والعرفان بما شرع الله، لا بما يهوى البشر وفي غمرة الشعور باليأس والإحباط الذي أصاب المسلمين اليوم من جراء تتابع النكبات والشدائد، يأتي يوم عاشوراء ليذكر الأمة أنه لا تقف أمام قوة الله أية قوة، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه إذا أراد شيئا فإنما يقول له “كن فيكون” فإنا نتفيأ هذه الأيام ظلال يوم مبارك، فنتذكر فيه قوة الحق وإن قلّ أتباعه، وانهزام الباطل وإن قويت شوكة أصحابه، فما المناسبات الإسلامية إلا اصطفاء من الله تعالى لبعض الأزمان، وتخصيص لها بعبادات ووظائف. 

 

تأتي تلك المناسبات الكريمة، فتحرك الشعور الإسلامي في أهله ليقبلوا على الله عز وجل، فيزدادوا طهرا وصفاء ونقاء، يُقبل شهر الله المحرم فيدعو المسلمين للصيام، حيث يقول صلى الله عليه وسلم “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم”  رواه مسلم، وفي الوقت الذي يذكرنا فيه هذا الشهر بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي بداية ظهور الدعوة وقيام دولة الإسلام، نجد كذلك فيه يوما يذكرنا بانتصار نبي آخر هو نبى الله موسى عليه الصلاة والسلام، وذلك هو يوم عاشوراء العاشر من المحرم، ولقد حبا الله عز وجل هذا اليوم فضلا وضاعف فيه أجر الصيام، ثم كان للناس فيه طرائق، فأدخلوا فيه وأحدثوا وزادوا، إما رغبة في الخير أو مجاراة للناس، وإما اتباعا للهوى وزهدا في السنة، ولكن ماذا يعني لنا نحن المسلمين يوم عاشوراء؟ 

 

فلقد جاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجّى الله فيه نبيه موسى عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه، وأغرق فيه فرعون وحزبه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا هذا يوم عظيم نجّى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فنحن أحق وأولى بموسى منكم” فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه،  رواه البخاري ومسلم، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
    آخر الأخبار