السيدة فاطمة أمّ أبيها
السيدة فاطمة أمّ أبيها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 27 أكتوبر 2024
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إتقوا الله تعالى وأطيعوه وإعلموا أن طاعته أقوم وأقوى، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، وإحذروا أسباب سخط الجبار فإن أجسامكم على النار لا تقوى، وإعلموا إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أي دليل واضح، أو نص صريحٍ يدل على إطلاق لقب الزهراء على السيدة فاطمة رضي الله عنها، سواء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو غيره من القرون، إلا أن إطلاق لقب الزهراء على السيدة فاطمة كان قد ورد على لسان عدد من علماء المسلمين، ومن أبرزهم ابن حبان، وابن عبدالبر، والخطيب البغدادي، وابن حجر، وابن الأثير، وغيرهم من العلماء، وقد أرادوا بمعنى الزهراء ما يطلق على المرأة المشرقة البيضاء المستنيرة، وإستنادهم في إطلاق هذا اللقب عليها مشابهتها لأبيها صلى الله عليه وسلم في جماله، وحسن وجهه، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ”
ويراد بالرجل الأزهر هو الرجل الأبيض المستنير الوجه، أما ما ذهب إليه البعض من إطلاق لقب الزهراء على السيدة فاطمة رضي الله عنها لأن وجهها كان يزهر لزوجها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الصباح، والمساء، إلى جانب ما قيل حول أنها لم تكن تحيض، فكل ذلك يعد من الأمور الباطلة التي لا تصح، والتي لم يرد أي دليل ينص عليها، وأما عن قول أو إسم السيدة فاطمة أمّ أبيها فقيل أنه كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها من أحب بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وأكثرهن اهتماما به، ورعاية له، إلى الحد الذي جعله يلقّبها ويناديها بأم أبيها وذلك لما كان صلى الله عليه وسلم يرى من شدة عطفها، وحنانها عليه، وحبها له، وأما عن إسم فاطمة البتول ويعد اسم البتول من الألقاب التي أُطلقت على السيدة فاطمة رضي الله عنها.
علما بأن هذا اللقب كان قد أطلق أيضا على مريم بنت عمران عليها السلام من قبلها، ويشار إلى أن التبتل في اللغة يأتي بمعنى الإنقطاع ويطلق هذا اللقب في الغالب على المرأة التي تتفرغ لعبادة الله تعالى، أما سبب إطلاقه على السيدة فاطمة رضي الله عنها فهو أنها كانت قد إنقطعت عن النساء اللواتي حولها، ولم تنشغل معهن بأمور الدنيا، بل عوضا عن ذلك تفرغت لعبادة الله، وإنشغلت بأمور الآخرة، وما تنال رضا الله سبحانه به، فاللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار، اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار اللهم أجرنا من عذاب القبر وعذاب النار، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
تابعنا على جوجل نيوز