دنيا ودين

السلام ضرورة لكل مجتمع

إن السلام كله بركة وخير، وطرد للشياطين من البيوت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

السلام ضرورة لكل مجتمع

إن السلام كله بركة وخير، وطرد للشياطين من البيوت
إذا قيل عند دخولها، حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه
قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم “
يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك
وعلى أهل بيتك “
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” إذا دخل الرجل
بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت
لكم ولا عشاء،
وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله
قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان
أدركتم المبيت والعشاء “

السلام ضرورة لكل مجتمع

وإن السلام هو ضرورة لكل مجتمع
لأن به تتم المصالح تستقيم المصالح وتستتم وبفقده تضيع الحقوق
وتضيع المصالح ويحصل القلق والخوف، وتحصل الفوضى
ويتسلط الظلمة على الناس يحصل السلب
والنهب تسفك الدماء تنتهك الأعراض.
إلى غير ذلك من مظاهر فقد الأمن للمجتمع فلا يأمن الإنسان
على نفسه وهو في بيته ولا يأمن على أهله وحرمته لا يأمن
على ماله لا يأمن وهو في الشارع ولا يأمن وهو في المسجد
ولا يأمن وهو في مكتبه لا يأمن في أي مكان إذا زالت نعمة الأمن
عن المجتمع، وهناك من يحاولون إزاحة الأمن عن المجتمعات
لأجل أن تكون الدنيا فوضى لا سيما في بلاد المسلمين،
وإن الأمن يتحقق بأمور، فالأمر الأول هو بتوحيد الله تعالى
وعبادته وطاعته والعمل الصالح فقال تعالى
“وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم
فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم
الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى
لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون”
وكذلك يتحقق الأمن باجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر.
فقال صلى الله عليه وسلم لما طلب منه أصحابه النصيحة
والوصية قال “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمر
عليكم عبد فإنه من يعش منكم في فسيرى اختلافا كثير
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا
بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور” ولا تستقيم
الولاية والجماعة إلا بطاعة ولاة الأمور أما بالخروج عليهم
ومحاولة خلع ولايتهم ومحاولة إفساد الأمر فإن هذا هو الهلاك
العظيم وإن زين وزخرف أنه طلب للحرية وأنه طلب لتحقيق
المصالح والإصلاح وكل هذا كذب وتدجيل المصلحة والأمن
إنما هو باجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر ولو كان عنده تقصير،
أما إذا خلعت الولاية وعمت الفوضى فمن الذي يضبط الأمور بعد ذلك،
ومن الذي يضبط الأمور بدون ولي الأمر بدون ولاية قائمة.

السلام ضرورة لكل مجتمع

ولذلك لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم سجوه،
يعني غطوه بالغطاء ثم ذهبوا إلى سقيفة بني ساعده
يختارون لهم قائدا ووليا لأمرهم قدموا هذا على تجهيز
الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه،
وقامت الولاية بعد الرسول والخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
عند ذلك توجهوا يجهزون الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قبره
عليه الصلاة والسلام لعلمهم أنها لا تمضي ساعة بدون ولي أمر،
لئلا ينفرط الأمر ويصعب العلاج بعد ذلك، فولي الأمر به
يحسم الله جل وعلا الخلاف، بولاية الأمر تقام الحدود والتعزيرات،
وتحكم الشريعة، وأقصد ولاية الأمر في المسلمين،
وتحكم الشريعة ويردع الظلمة وتؤمن السبل والأسفار
تقوم التجارات وطلب المكاسب كل هذا نتيجة لتحقق قيام الأمر،
والسمع والطاعة لولي أمر المسلمين.
أما إذا خرجوا عليه وخلعوه من أجل أنه حصل عنده خطأ أو تقصير
فإن الفوضى والضرر يحصل أكثر مما لو صبروا عليه،
أكثر مما لو صبروا على ولايته، حيث تعم الفوضى ينتشر الخوف
يعم القلق ولهذا لما دعا الخليل إبراهيم عليه السلام لأهل مكة
قال ” رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم
بالله واليوم الآخر” فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن
ضرورة فالأمن ضرورة ولا يتلذذ الناس بالرزق مع وجود الخوف
بل لا يحصل الرزق مع وجود الخوف وهذا ما يريده الأعداء الذين
يحاولون زعزعة اجتماع المسلمين.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
    آخر الأخبار

    أنت تستخدم إضافة Adblock

    يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي