أخبار مصر اليوم نيوز

الرسول يواجه قريش

في عقر دارها

  الرسول يواجه قريش في عقر دارها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الرسول يواجه قريش

ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن صلح الحديبة، وقيل أنه مضى رسول الله صلي الله عليه وسلم إلى مكة ومعه ألف وأربعمائة أو أكثر من أصحابه، وهم يشعرون بالعزة والقوة، وإنه لمن عظيم الثقة بالله أن يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويواجه قريشا في عقر دارها بهذا العدد القليل، والحرب لا زالت قائمة بين الفريقين، وقريش لم تنس بعد غزوها للمدينة بعشرة آلاف من الأحزاب، علاوة على عدم تهيؤ المسلمين للقتال وعدم أخذهم للسلاح، فقد خرجوا لا يحملون معهم منه إلا السيوف في القرب، وقد شاع بين العرب نبأ خروج النبي صلى الله عليه وسلم للعمرة، وعلمت به قريش وفزعت من ذلك، ورأت أن في ذلك تحديا سافرا لها.
ومسا لمكانتها بين القبائل، حين يدخل من تحاربه إلى بلدها ويتمتع بحمايتها له في الحرم، فعزمت على صد الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته عن البيت، وعاهدت الله أن لا يدخلها عليهم أبدا، وخرجت عن بكرة أبيها واستنفرت حلفاءها من الأحابيش، وقدمت خيلها بقيادة خالد بن الوليد إلى كراع الغميم، لمنع الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسلمين من دخول مكة بقوة السلاح، وقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما أحرم بالعمرة بعث عينا له من خزاعة، وسار النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان بغدير الأشطاط، أتاه عينه وقال أن قريشا جمعوا لك جموعا، وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك.
فأبدى النبي صلى الله عليه وسلم، استعداده للمواجهة أمام تعنت قريش، وأراد أن يشد من عزيمة أصحابه، ويثير الحمية الدينية في نفوسهم، ليتجاوز بهم مرحلة الخوف والضعف، فاستشارهم في مهاجمة ومقاتلة من صدهم عن البيت، كما روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ” أشيروا أيها الناس علي، أترون أن أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله عز وجل قد قطع عينا من المشركين، وإلا تركناهم محروبين” قال أبو بكر رضي الله عنه، يا رسول الله خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتل أحد، ولا حرب أحد، فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه، فقال صلى الله عليه وسلم “امضوا على اسم الله”
وبذلك يتبين عزم النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمين على المضي نحو غايتهم، وهي زيارة البيت العتيق، وأنهم مستعدون للصدام إذا ما ألجأتهم قريش إلى ذلك بإصرارها على منعهم من دخول الحرم، وقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم، أن يثبت لقريش أنه لم يقدم لحربهم، فعدل عن طريق مواجهتهم، ليعرفوا حقيقة قصده في الموادعة وتأمين الناس، وحقنا للدماء أن تسال، فسلك طريقا وعرا بين الشعاب، أفضى بجيش المسلمين إلى الحديبية، ورأى هنالك خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكان لم يسلم بعد، غبار الجيش فانطلق لينذر قريشا اقتراب المسلمين من مكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار