مقالات

«الدوام عليه شرف وكرامة»… بقلم محمد الدكروري

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد، إن أجمل وأحلى شيء في الحياة هو شيء لو دخل في حياتنا وبيوتنا صلحت أمورنا كلها وعشنا أسعد حياة وأحلى حياة، إنها رحمة الله الكريم، ولكن ما المخرج مما نحن فيه وما النجاة من الهموم والمصائب والأزمات ؟ إنها رحمة الله تعالي فإنه لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه، فإن دخول الجنة التي عرضها السموات والأرض، ليس بسبب طاعاتنا وصلواتنا وقرباتنا إنما يدخل الله تعالى عباده السعداء جنته برحمته، وبمحض فضله وإحسانه وجوده وكرمه.

ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله” قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال “ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة” رواه البخاري ومسلم، فواعجبا كيف نطلب المطر وقد قصرنا كثيرا في حق ضعفائنا وقد نسينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ” رواه البخاري، وإن إعانة الضعيف من هدي النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، فإتباعه مثوبة والدوام عليه شرف وكرامة فلقد كان النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير، فيزجي الضعيف، أي يسوقه برفق، ويُردف، ويدعو له” رواه أبو داود، ومعني يردف أي يركب أحد الدابة ورائه، وما زال في الأمة مجاهدون إشتغلوا بالفقراء والمحتاجين يحنّون على ضعيفهم ويكسون عاريهم.

ويكفلون يتيمهم ويقومون على أرملتهم، وقيل أن رجل يرى في منامه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأتيه ويقول له اذهب إلى فلان بن فلان في مكان كذا وبشره بالجنة، فاستيقظ الرجل وحاول أن يستذكر شخص هذا الرجل الذي سماه له الرسول صلى الله عليه وسلم في رؤياه، فلم يتذكر شخصا يعرفه بهذا الاسم، فذهب إلى أحد المعبرين للرؤى، فقال له أخبر صاحب الرؤيا بها، فأخذ يسأل ويسأل حتى عرف قريته التي يسكنها فذهب إليها وسأل عن الرجل، فدلّ عليه، ثم التقاه فقال له إني عندي لك بشرى ولكن لا أخبرك بها حتى تخبرني بأعمالك الصالحة، فقال الرجل ليس عندي ما يزيد على غيري من المسلمين، قال إذن لا أخبرك وألحّ عليه بذلك طلبا لمعرفة معروفه الذي يصنعه.

فقال له يا هذا إني أعمل وأنفق على أهلي ولما توفي جار لي وله زوجة وذرية صرت أقسم راتبي الشهري بين بيتي وبيت جاري، فقال صاحب الرؤيا هذه التي بلغت بك، إعلم أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي وإنه يبشرك بالجنة، جعلني الله وإياكم من عباد الله المتقين المؤمنين المتصفين بصفات المتقين، والمتحلين بسمات المؤمنين، الموعودين بالخلود الأبدي في دار الكرامة في جنة الله عز وجل، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار