أدب

الدكروري يكتب عن قاتل

مسلم بن عقيل

الدكروري يكتب عن قاتل مسلم بن عقيل

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان والد عبد الرحمن بن الأشعث هو قاتل مسلم بن عقيل، ومسلم بن عقيل الهاشمي القرشي هو ابن عم الحسين بن علي بن أبى طالب، وقد أرسله إلى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم، وهو أول من استشهد من أصحاب الحسين بن علي في الكوفة، وقد عُرف فيما بعد بأنه سفير الحسين، وكان يحظى بمكانه مرموقة ومتميزة في أوساط الشيعة، حيث يقيمون له مآتم العزاء في شهر محرم من كل عام، وتعرف الليلة الخامسة من المحرم في المجتمعات العربية الشيعية بليلة مسلم بن عقيل، وقد اشترك محمد الأشعث أيضا في قتال المختار الثقفي، وهو المختار بن أبي عبيد وهو قائد عسكري طالب بدم الإمام الحسين بن علي وقتل جمعا من قتلته، ممن كان بالكوفة وغيرها أمثال عمر بن سعد.

مقالات ذات صلة

 

وعبيد الله بن زياد، وحرملة بن كاهل، وشمر بن ذي الجوشن، وغيرهم، وقد سيطر على الحكم بالكوفة، وقد رفع شعار يا لثارات الحسين، وكان يخطط لبناء دولة علوية في العراق، وقد قُتل في الكوفة فى عام سبعة وستين للهجرة على يد جيش مصعب بن الزبير، وقد قتله أخوان من بني حنيفة، أحدهما طرفة والآخر طراف ابنا عبد الله بن دجاجة، وقد دفن في الكوفة قرب مسجدها وكان لثورة المختار دور كبير في نشر التشيّع وتوسيع رقعته، وقيل أنه قد سأل الحجاج بن يوسف الثقفى عن رجل يعينه على الشرطة في العراق، فأجابوه أن عبد الرحمن بن الأشعث أصلح للمهمة مشيرين لمكانته في العراق، ووافق الحجاج وذهبوا يخبروا عبد الرحمن الذي رد قائلا ” ومثلي يتقلد سيفا ويمشي بين يدي ابن أبي رغال؟

 

وهو يقصد الحجاج بن يوسف، والله ما رأيت أحدا قط على منبر يخطب إلا وظننت في نفسي أنا أحق بذلك منه” وكانت العلاقة بين الحجاج بن يوسف وعبد الرحمن سيئة للغاية حتى إن عم عبد الرحمن دعى الحجاج بعدم إرسال عبد الرحمن، وهو الذي كان يسمي الحجاج بن يوسف الثقفى، بإبن أبي رغال، وكان الحجاج كلما رآى عبد الرحمن قال يالخيلائه، أنظر إلى مشيته، ولله لهممت أن أضرب عنقه، فقد كان عبد الرحمن مغرورا معتدا بنفسه وبنسبه إلى ملوك مملكة كندة، وكان يجلس في مجالس أخواله من همدان ويقول ” وأنا كما يقول ابن أبي رغال إن لم أحاول أن أزيله عن سلطانه، فأجهد الجهد إذ طال بي وبه البقاء” وقد خرج عبد الرحمن بن الأشعث على رأس أربعين ألف مقاتل سماه الناس بجيش الطواويس.

 

وقد أبلغ الرسل الحجاج بموقف عبد الرحمن بن الأشعث، فرد قائلا لاحاجة لي به وعين على الشرطة رجلا آخر، وعندما تعرض جيش الحجاج بن يوسف، لهزيمة قاسية من شبيب الخارجي توجه عبد الرحمن بنفسه على رأس ستة آلاف مقاتل نحو شبيب، كان شبيب يحاول استدراج عبد الرحمن وإرهاق جيشه وقد مشى عبد الرحمن على وصية سلفه الجزل بن سعيد الكندي، وهو الذي أهداه فرسا يقال لها الفسيفساء، فكان عبد الرحمن حذرا مدركا لأسلوب شبيب الخارجي في القتال، فقد كان الخارجي يستدرج الجيوش إلى الأماكن الوعرة ويدعهم يقتربون منه حتى يغير عليهم بغتة ففطن عبد الرحمن لذلك وجعل يلاحق شبيب ويحفر خندقا حول جيشه كلما توقف الخارجي، وفي سنة ثمانين للهجرة توجه عبد الرحمن بن الأشعث إلى سجستان، بعد إبادة جيش عبيد الله بن أبي بكرة من قبل الترك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار