الدكروري يكتب عن القائد الثاني في غزوة مؤتة

الدكروري يكتب عن القائد الثاني في غزوة مؤتة
بقلم / محمــــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة عن الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب الكثير والكثير، فقد روي عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، وأن رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان هو في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحدا عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا ” فخرجنا إليه أرسالا حتى اجتمعنا، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا ، وقال الشعبي تزوج الإمام علي بن أبي طالب أسماء بنت عميس فتفاخر أبناؤها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر.
فقال كل منهما “أبي خير من أبيك” فقال علي “يا أسماء اقضي بينهما؟” فقالت “ما رأيت شابا كان خيرا من جعفر، ولا كهلا خيرا من أبي بكر” فقال علي “ما تركت لنا شيئا، ولو قلت غير هذا لمقتك” فقالت “والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار” وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء وقال “عليكم زيد، فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب جعفر فابن رواحة ” فوثب جعفر، وقال “بأبي أنت وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل زيدا عليَّ” قال ” امضوا فإنك لا تدري أي ذلك خير ” فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادي الصلاة جامعة، فقال صلى الله عليه وسلم ” ألا أخبركم عن جيشكم؟ إنهم لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له.
ثم أخذ اللواء جعفر فشد على الناس حتى قتل، ثم أخذه ابن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا، ثم أخذ اللواء خالد، ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه ” فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه وقال ” اللهم هو سيف من سيوفك فانصره ” فيومئذ سمي سيف الله، ثم قال ” انفروا فامددوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد ” فنفر الناس في حر شديد، وقال ابن إسحاق “وهو أول من عقر في الإسلام” وعن نافع عن ابن عمر قال “فقدنا جعفر يوم مؤتة، فوجدنا بين طعنة ورمية بضعا وتسعين، وجدنا ذلك فيما أقبل من جسده” وعن نافع أن ابن عمر قال “جمعت جعفر على صدري يوم مؤتة فوجدت في مقدم جسده بضعا وأربعين من بين ضربة وطعنة” وعن أسماء قالت ” دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فدعا بني جعفر فرأيته شمهم، وذرفت عيناه، فقلت “يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء؟” قال ” نعم، قتل اليوم ” فقمنا نبكي ورجع فقال ” اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا عن أنفسهم وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “لما جاءت وفاة جعفر عرفنا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الحزن” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا في الجنة، مضرجة قوادمه بالدماء يطير في الجنة ” وعن أبي هريرة مرفوعا ” رأيت جعفرا له جناحان في الجنة ” ويُقال عاش بضعا وثلاثين سنة رضي الله عنه.