مقالات

الدكروري يكتب: بعد الإنتهاء من حروب الردة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، الحمد لله بارئ النسم، ومحيي الرمم، ومجزل القسم، مبدع البدائع، وشارعِ الشرائع، دينا رضيّا، ونورا مضيّا، أحمده وقد أسبغ البر الجزيل، وأسبل الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبد آمن بربه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحزبه صلاة وسلاما دائمين ممتدين إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية أنه بعد الإنتهاء من حروب الردة وتسيير سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه من اليمامة إلى العراق في السنة الثالثة عشر من الهجرة النبوية الشريفة، جهز الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه الجيوش إلى الشام، فبعث عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى فلسطين وسير يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة، رضي الله عنهم أجمعين.

مقالات ذات صلة

 

آمرا إياهم أن يسلكوا تبوك على البلقاء، وكان عدد كل لواء من هذه الألوية الأربعة ثلاثة آلاف ثم توالت النجدات فيما بعد، ووصل الأمراء إلى الشام، فنزل أبو عبيدة رضي الله عنه الجابية على طريق دمشق، ونزل يزيد رضي الله عنه البلقاء مهددا بصرى، ونزل شرحبيل رضي الله عنه الأردن بأعلى الغور فوق طبرية ونهر الأردن، وقيل نزل في بصرى، أما عمرو رضي الله عنه فقد وصل إلى وادي عربة، وقد عين الصديق لكل منهم الولاية التي يتولاها بعد الفتح، فجعل لعمرو فلسطين، وليزيد دمشق، ولأبي عبيدة حمص، ولشرحبيل الأردن، وسار الأمراء إلى أهدافهم، وعكرمة ردء للناس، فبلغ الروم ذلك فكتبوا إلى هرقل، فجاء من حمص وأعد الجند وجمع العساكر، وأراد أن يشغل قواد المسلمين بعضهم عن بعض لكثرة جنوده، أراد أن يحاربهم متفرقين.

 

لكن عمرو بن العاص رضي الله عنه تنبه للأمر، خاصة بعد أن أرسل هرقل تذارق في تسعين ألفا، وبعث جرجة نحو يزيد بن أبي سفيان فعسكر بإزائه، وبعث الدراقص فاستقبل شرحبيل بن حسنة، وبعث الفيقار في ستين ألفا نحو أبي عبيدة، فهابهم المسلمون وخاصة أن جميع ألويتهم تعد واحدا وعشرين ألفا، بإستثناء عكرمة فهو في ستة آلاف أيضا فالمجموع سبعة وعشرين ألفا، فسأل الجميع بكتب مستعجلة عمرا ما الرأي ؟ فراسلهم أن الرأي الإجتماع، كما كتب الأمراء إلى أبي بكر رضي الله عنه بمثل ما كاتبوا به عمرا فكتب إليهم أن إجتمعوا فتكونوا عسكرا واحدا، وبلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن إجتمعوا لهم وانزلوا بالروم منزلا فسيحا فيه ماء ويكون ضيّق المهرب لجنوده، وجعل على الناس التذارق وعلى المقدمة جرجة. 

 

وعلى مجنبتيه باهان والدراقص وعلى الحرب الفيقار، ففعلوا فنزلوا الواقوصة وهي على ضفة اليرموك، وصار الوادي خندقا لهم، وإنتقل المسلمون من عسكرهم الذي إجتمعوا فيه فنزلوا عليهم بحذائهم على طريقهم فقال عمرو رضي الله عنه أيها الناس أبشروا، حصرت الروم وقلما جاء محصور بخير، إذ أن الروم تتحرك في منبطح فسيح من الأرض تحيط به من ثلاث جهات الجبال المرتفعة، فهم محصورون، وبقي المسلمون أمامهم لا يقدرون من الروم على شيء، ولا يخلصون إليهم، الواقوصة من ورائهم والخندق من أمامهم ولا يخرجون خرجة إلا نصر المسلمون عليهم، حتى إذا انقضى أيام وكتب أبو بكر الصديق إلى خالد ليلحق بهم من العراق وقد قال في ذلك خالد لها، والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار