الحب والإيمان يصنعان من الإعاقة أبطال. بقلم/ ربيع عبد الحكم. رجلاً رزقه الله بثلاثة من الصبيان اثنان أصحاء والثالث من أصحاب الهمم مما أصابه ببعض من الحزن والألم خَاضَتَا وأنه يرى أولاده يكبرون أمام عينه ويذهبون للمدرسة وهذا الابن هو القابع بالمنزل إلا أنه بمرور السنوات استسلم للأمر وبداء يمارس حياته الطبيعية دون شجن ولا ألم فكل ما يملكه بالحياة هو التضرع والدعاء لله أمام هذا الداء الذي ليس له دواء وبدائع الأمور تسير على وتيرة واحدة دون تدخل من البشر وعجزهم أمام إرادة القدر في إحداث أي طفرة علاجية في صاحب الهمم وهؤلاء هم شخصيات القصة. الأب./ محمود الأم/ عفاف. الابن الأكبر/ أحمد. والأوسط/ محمد. وصاحب الهمم/ عبد الله. وفي يوم من الأيام وأثناء ذهاب محمد وأحمد إلى مركز الشباب الذي بجوارهم تعلق بهم أخيهم عبد الله وهم بمرحلة المراهقة مما دفعهم لأخذه من وراء أبيهم وأمهم وفي مركز الشباب وأثناء تواجدهم لاحظوا ذهاب عبد الله إلى صالة الحديد وممارسته لرفع الأثقال بتلقائية وعفوية مما جعل من الحاضرين الذهول والاستغراب كيف لصاحب الهمم أن يقوم بذلك دون الممارسة لهذا الرياضة التي تحتاج إلى قوى جسدية معينة مما دفع الجميع إلى دق الطبول والتصفيق والتهليل له فَرْحَتَا به وإدخال السرور على قلبه وهنا وعلى الفور أشاد أحد اللاعبين الممارسين لهذه اللعبة بمدى جودة عبد الله بها وأنه مع المداومة عليها من الممكن أن يكون من أصحاب الألقاب والحائز على الميداليات وهنا هَموا جميعاً باتجاههم إلى المنزل ولكنهم حين الوصول وجدوا ما لا يسر ويبهج من الوالدين نتيجة القلق على عبدالله صاحب الهمم مما دفعهم للأعتذار وطلب السماح وقصهم لما صدر من أخيهم عبدالله في قوته ومهارته التي أبداها في رياضة رفع الأثقال ولكن الوالد قلق على عبدالله من حيث عدم إدراكه وفهمه للأمور وبعد عدة أيام وأثناء ذهاب الأخان لمركز الشباب تعلق عبدالله بهم وأصبح يصيح بالبكاء حين منعاه والداه من الذهاب خوفاً عليه من تنمر بعض الشباب عليه حيث إن هناك من لاتوجد لديهم ولا أخلاق ولا روح الأنسان وبعد أن ذهب الأخان بتسريب الوالد لهما لكي لا يراهم عبدالله جلس مع عبدالله وأمام نظرة عينيه لم يستطع الوالد أن يقاوم نظراته أليه وشعر بأنه قد خذله وخاب ظنه به وعلى الفور قام الوالد بإصطحاب عبدالله والذي كاد أن يركب بساط الريح لفرحه بالذهاب إلى حيث تتواجد أخواته ومن في عِمره وهناك قابل الوالد الشاب الذي أسعد كثيراً برؤية عبدالله مرة أخرى مما دعا الوالد للتعرف على الشاب عن قرب والذي إتضح أنه أسمه خالدا وهو يعمل بمجال التجارة والأعمال الحره حيث لايقيده وقت ولا إلتزام بمواعيد عمل وحينما سئله الوالد إلى أي أسره ينتمي فأجابه خالدا بأنه أبن الحاج صلاح مما جعل من الوالد أن يندهش خاصتاً أن والده كان يربطه به علاقة صداقه وطيده ولكنه بسبب وفاته إنقطعت علاقته بأسرته مما أدخل في نفس الوالد الطمئانيه على ولده عبدالله من جانب خالد لأنه ينتمي إلى أسره تتسم بالطيبة والأخلاق وأثناء الحوار وتبادل الكلمات عرض خالد على الوالد محمود عرضاً قائلاً. خالد/ أسمعني جيداً يا عماه فأبنك عبد الله لكي يخرج ما بداخله لا بد من تدريبه في إحدى الصالات المتطورة والمجهزة بالمعدات اللازمة لبناء الأجسام والمدربين أصحاب الخبرة والألقاب. الوالد محمود/ أنا أريد ذلك ولكني قلق على عبد الله من اختلاطه بالبشر وتنمرهم عليه بسبب إعاقته. خالد/ بل هذا سبب وأدعى لرؤية عبد الله للحياة وتفتح عينيه على منوعات الحياة. الوالد محمود/ ولكن هذا سيجعل مني ملازماً له في الذهاب للصالة الرياضة ومرافقاً له لحين الانتهاء من التدريب. خالد/ لا تقلق يا عماه فسوف أعاونك في ذلك والذهاب به إلى حيث يرفع الأحمال. وفي هذه اللحظة تم الاتفاق على الذهاب بعبد الله إلى إحدى صالات رفع الأثقال الموجودة بالمدينة والتي تتميز بالتقنيات الحديثة المساعدة في ممارسة هذه اللعبة. وبعد الانتهاء من الحديث وانشغالهم فترة عن عبد الله نظر الوالد إلى عبد الله فوجده مسروراً فرحاً وكأنه عادت إليه الحياة مما دفعه إلى التمسك بحديث خالد والذهاب بعبد الله إلى صالة رفع الأثقال وبعد الانتهاء من هذا اللقاء والذهاب للدار تحدث الزوج مع الزوجة بما حدث ودار بينه وبين خالد الشاب وفرحة ابنه عبد الله بممارسة رفع الأثقال ولكن الوالدة انتابها القلق في البداية نظراً لعِلة ولدها عبد الله ولكن الزوج طمئنها وأزال من داخلها الفزع والرهبة وفي اليوم التالي قام الشاب خالد بالمرور على الوالد محمود واصطحاب عبد الله للصالة الرياضة والتي تخص أحد معارفه وهناك وأثناء تواجدهم أقر مدرب رياضة رفع الأثقال أن عبد الله سوف يحتاج إلى رعاية خاصة وهذا سيتطلب منه بذل الكثير من الوقت والجهد بالإضافة إلى وجود مرافق لعبدالله بصفه مستمره في التدريب وهنا طمأنه الشاب خالد بأنه سوف يكون متواجدا معه في كل التدريبات وهنا قال المدرب هيا بنا نبداء إولى الجلسات وبالفعل حينما بداء مع عبدالله لاحظ المدرب قابلية عبدالله في رفع اوزان ثقيله على الرغم من أنه ما زال مبتداء وغير متمرس بهذه الرياضه مما جعله يوقن بأن هذا الفتى بداخله الكثير غير الظاهر للعلن وبالفعل مرت الأيام بل والسنوات والجميع في ظهر عبدالله من أسره ومدربي صالة رفع الأثقال والصديق خالد الذي توطدت علاقة بعبدالله بحيث أصبح يصطحبه على المقاهي والحدائق للترفيه عليه والعيش حياه طبيعيه دون خوف من تنمر أو خجل من الأعاقه بل زاد الأمر أنهم كانوا يمارسون رياضة الجري على الطرقات سوياً وإمام العيان من الناس، مما جعل من الثقه تخترق جسد عبدالله وتشعره في تعامله مع الناس أنه من الأسوياء والوالد والوالده بالدار يعدون له طعاماً مخصصاً لبناء بنيته الجسدية وتكويناته العضلية إلا أن الأيام لا تسير على وتيره واحدة حيث أصيب الوالد بجلطه قلبيه تسببت له في شلل نصفي مما جعله أسيرا لمقعد بعجلات مما زاد العبئ على الشاب خالد في تحمل مسئولية عبدالله وتكملة مشوار الوصول للنجاح ولكن الشاب خالد كان يصر في بعض الأوقات على إصطحاب الوالد برفقة عبدالله لأجل تحسين حالته النفسيه برؤية إبنه عبدالله يرفع الأوزان والأحمال ذات الثقل الكبير وبالفعل حينما ينظر عبدالله إلى والده القعيد يبتسم إبتسامة رضا ويزيد في الأثقال مما جعل من مدربه يستغرب هذه الأفعال ولكنه تيقن بأن عبدالله صار مؤهلاً لخوض البطولات وبالفعل في أول بطولة لرفع الأثقال لذوي الهمم تم إدراج أسم خالد كأحد المشاركين للحصول على الألقاب والميداليات وبالفعل حصل خالد على الميداليه الذهبيه على مستوى الجمهوريه في هذه البطولة مما جعله في نظر أهل بلده بطل يستحق التقدير والأحترام ولكنه بعد فتره تفاجئوا بترشيحه لخوض الأولمبيات الأمر الذي أسر خالد كثيراّ هو واسرة عبدالله حيث إنه من الممكن وبعد فتره قصيره يتوج بطلاً للعالم في لعبة رفع الأثقال الأمر الذي ترتب عليه ملازمة خالد له بإستمرار ومضاعفة التدريب له إستعدادً لما رشح له ليكون ممثلاً لبلده أمام العالم أجمع وبالفعل تم إعداد عبدالله أعداد فوق الممتاز من المختصين ولكنهم فوجئوا بنظراته لخالد بأستمرار وكأنه هو الدافع ودليله لرفع الأثقال وحين أتى موعد الذهاب والسفر إلى حيث تقام البطولة لاحظ الجميع مدى تمسك عبدالله بسفر خالد معه إلى مكان إقامة البطولة ولكن خالدا خارج نطاق أسماء البعثة المصاحبه للاعب مما جعل من خالد أن يؤكد لعبدالله أنه سيشاهده بالمدرجات وبين جمهور المشاهدين وبالفعل تم سفر البعثة الرياضية للبلد صاحبة التنظيم والمستضيفة للبطولة وبعد الاستراحة جاء وقت خوض النزالات وإظهار الحقيقة وفي أول رفع أثقال لعبد الله لاحظ مدربه أن عيناه زائغة وتبحث عن شيء بين مدرجات الجمهور مما يقلل من تركيزه ويشتت قواه وهو أمام رفع الأثقال وحينما أتى الدور على عبد الله بالصعود لرفع الأثقال فوجئ بمن يشاور له بيديه وهو الشاب خالد الذي سافر وراؤه على نفقته الخاصة وهنا تغيرت ملامح عبد الله وكأنه استجمع قواه وبالفعل قام برفع الثقل المحدد له بكل سهولة وتوالت بعد ذلك الأدوار إلى أن صعد للنهائي والذي أبهر الجماهير والمحكمين برفع ثقل لم يصل إليه أحد قبله مما جعله يحطم الرقم القياسي بفرحة كبيرة من البعثة والجماهير وأهل بلده بابن بلدهم البطل الهمام إلا أنه أثناء تتويجه على المنصة بالميدالية الذهبيه قام بالنزول في إتجاه المدرجات مصطحباً الشاب خالد بإتجاه المنصه ووضع القلاه الذهبيه بعنقه مما جعل من جميع الوكالات العالميه تهتم بالتصوير وتصرف أنظارها ناحية هذا الفعل الجميل والذي حير الجميع هل عبدالله من اصحاب الهمم أم أنه من الأسوياء والذي بادله خالدا بنزع القلاده من عنقه وإلباسها لعبدالله وحمله على أعناقه وهو يرفع علم بلاده ويغطى به الأكتاف وهنا وفي هذه اللحظه حينما شاهد الوالد تلك الأحداث لم يجد نفسه سوى يصفق بكفيه الأثنان وكأن نبض الجياه عاد إليهم ففرحة الوالد هنا لم تكن فرحة بتتويج ولده بالميداليه الذهبيه وإنما فرحه بأن عبدالله قد أدرك وفهم معنى الصداقةوالوفاء للشاب خالد وهو بذالك أصبح أصح من الأسوياء أما خالد وعبدالله فقد تم عمل عدة لقاءات تليفزونيه معهم والذي اكد فيها خالد بأنه أحب عبدالله منذ الوهلة الأولى وقد رأى في عبد الله بأنه سيحقق ما كان يتمناه وأصبح عبد الله بعد أن كان مصدراً للحزن والقلق لأباه هو مصدراً للفخر والسعادة لكل من يراه.