بقلم رباب شحاته
لم تعد التكنولوجيا مجرد وسيلة حديثة في حياتنا، بل أصبحت شريانًا أساسيًا يربطنا بالعالم. ومع هذا الاعتماد الكبير، نجد أنفسنا في مواجهة سؤال مهم: هل التكنولوجيا صديق مخلص يخدمنا أم عدو خفي يهددنا؟
من جهة، للتكنولوجيا فوائد عديدة لا يمكن إنكارها. فقد قربت المسافات بين البشر وجعلت العالم قرية صغيرة. بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات المرئية، أصبح بإمكاننا أن نتواصل مع من نحب، مهما كانت المسافات بعيدة. كما أنها ساهمت في تسهيل الحياة اليومية، بداية من الأجهزة المنزلية الذكية التي تختصر الوقت والجهد، وصولًا إلى تطبيقات المواصلات التي جعلت التنقل أكثر سهولة وفعالية. وفي مجالات التعليم والصحة، كانت التكنولوجيا بمثابة ثورة، حيث قدمت وسائل تعليمية مبتكرة وساهمت في تطوير البحث الطبي وطرق العلاج.
لكن، في الجانب الآخر، تحمل التكنولوجيا أضرارًا لا تقل أهمية عن فوائدها. فرغم قربها الافتراضي، أدت إلى عزلة اجتماعية في كثير من الأحيان، حيث طغت العلاقات الرقمية على العلاقات الحقيقية. كما أن الإدمان الرقمي أصبح ظاهرة منتشرة بين الكبار والصغار على حد سواء، مما أثر على الصحة النفسية والجسدية. ولعل أخطر ما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا هو تهديدها للخصوصية، حيث يتم تتبع بياناتنا واستخدامها بطرق قد تكون غير أخلاقية أو حتى ضارة.
إذن، التكنولوجيا أداة قوية، لكنها سلاح ذو حدين. استخدامها بحكمة ووعي هو ما سيحدد إن كانت ستظل صديقًا مخلصًا يخدمنا، أم تتحول إلى عدو خفي يسيطر علينا.
