مقالات

الإيمان في القلب المغشوش

الإيمان في القلب المغشوشالإيمان في القلب المغشوش
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 29 يناير 2024

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي تجلت مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم بالخدم والعبيد أن جعل لهم حقوقا، وأمر بالرفق بهم، بل وحث على تحرير العبيد من رقهم، وإذا تتبعنا التوجيهات والتوصيات التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم بهم، فسنعرف مقدار الاهتمام الذي حازته هذه الفئة من المجتمع، في وصايا النبي صلى الله عليه وسلم وقد ساهمت هذه الوصايا بشكل كبير في تحرير العبيد، ومن ثم وقفت قيادات قريش في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ودينه الذي يدعو إلى تحرير العبيد، وينادي بالمساواة بينهم وبين السادة.

ولقد اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعبيد في حياته وأوصى بهم خيرا حين موته، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال “كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم” أحمد، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ضرب العبد أو إيذائه، فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال “كنت أضرب غلاما لي، فسمعت من خلفي صوتا اعلم أبا مسعود لله أَقدر عليك منك عليه، فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت يا رسول الله، هو حر لوجه الله، فقَال أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار أَو لمستك النار” مسلم، بل حض الرسول صلى الله عليه وسلم على المعاملة الحسنة لهم، حتى في الألفاظ والتعبيرات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

“لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل غلامي وجاريتي، وفتاي وفتاتي ” رواه مسلم، فاعلموا يرحمكم الله إن الحقد داء دفين ليس يحمله، إلا جهول مليء النفس بالعلل مالي وللحقد يشقيني وأحمله، إني إذن لغبي فاقد الحيل سلامة الصدر أهنأ لي وأرحب لي، ومركب المجد أحلى لي من الزلل إن نمت نمت قرير العين ناعمها، وإن صحوت فوجه السعد يبسم لي وأمتطي لمراقي المجد مركبتي، لا حقد يوهن من سعيي ومن عملي، فإن الشفاء من الحقد نعمة من الله سبحانه وتعالى، وليس أهنأ في الحقيقة، ولا أطرد لهمومه، ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب بريء من وسواس الضغينة، وثوران الأحقاد، ومستريحا من نزعة الحقد الأعمى، فإن فساد القلب بالضغائن داء عياء، وما أسرع أن يتسرب الإيمان من القلب المغشوش.

كما يتسرب الماء من الإناء المثلوم، وقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة المائدة ” إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ” ومن هنا يقول تعالى ذكره، إنما يريد لكم الشيطان شرب الخمر والمياسرة بالقداح، ويحسن ذلك لكم، إرادة منه أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في شربكم الخمر ومياسرتكم بالقداح، ليعادي بعضكم بعضا، ويبغض بعضكم إلى بعض، فيشتت أمركم بعد تأليف الله عز وجل بينكم بالإيمان، وجمعه بينكم بأخوة الإسلام، ويصدكم عن ذكر الله تعالى، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا” متفق عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار