الإستهتار برأي الولد وعدم الإهتمام به

الإستهتار برأي الولد وعدم الإهتمام به
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوى وقدر فهدى والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أعلى ربه قدره ورفع بين العالمين ذكره وأثنى على أخلاقه فقال “وإنك لعلى خلق عظيم” صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وترسّم خطاه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد كما أن من الخيانة هو عدم النصيحة عند الإستشارة كإنسان يستشيرك في أمر ما، في زواج أو طلاق، في تجارة أو عمل من الأعمال، أو في فتوى ونحو ذلك، وهذه الاستشارة أمانة، فلا تخونوا أماناتكم يا عباد الله، ومن تضييع الأمانات وخيانتها هو إسناد الأمور إلى غير أهلها، ومن علامات الساعة أن ترفع الأمانة، لا يبقى في الأرض أمين، بل أول ما يفقد الناس في هذه الدنيا الأمانة.
التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في جذر قلوب الرجال قبل القرآن والسنة، وفي الآخرة يكون الحساب والعقاب على هذه الأمانة، أو على تلك الخيانة، يوم القيامة وبعد الوقوف قبل الصراط يمر الناس على الصراط المستقيم، فيا أيها المسلمون وأيها المؤمنون بالله ورسوله إحرصوا على أداء الأمانات وإسألوا الله الثبات على ذلك حتى الممات، فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم إنا نسألك أن ترزقنا القيام بأداء الأمانات على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم إنا نعوذ بك من إضاعتها أو التساهل فيها، إنك جواد كريم، وإن من الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم، هو الإستهتار برأي الولد وعدم الإهتمام به.
بل ربما أحيانا قد يقول له حتى أنت بدأت تتكلم ويكون لك رأي، الرأي الأول والأخير لي، نعم يا أخي لك الرأي والإحترام، لكن عود إبنك على إبداء رأيه وإحترامه، ولا يلزم أن يكون رأي الإبن هو الصائب، لكن على الأقل يشعر أن له أهمية، وكما أن الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم هو أمره بالسكوت عند الرجال، وهذا أحيانا قد يكون مفيدا إذا كان الولد صغيرا ولا يحسن الكلام، أو عندما لا يطلب منه الكلام، أو لا يجد فرصة للكلام فيقاطع الآخرين، لكن عندما يجد فرصة للكلام دون مقاطعة الآخرين، وبالأخذ بآداب الكلام، فلماذا يمنع من الكلام ؟ وكما أن من الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم هو أمر الآباء أبناءهم الذكور بعدم رفع سماعة الهاتف، فإذا كانت الأم قريبة من الهاتف، وهذا فيه تحطيم لشخصية الإبن.
وكما أن من الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم هو تحقير أمه والإستهتار بها وهو يسمع، لأنه في هذه الحالة إما أن يكرهك لأنك إحتقرت أُمه، وأنت في موضع قوة وأمه ظهرت في موضع ضعف، ويظهر له أنها المظلومة، أو أنه يكتسب هذه الصفة منك، فلا يحترم أُمه، وبالتالي فلا يطيعها في سبيل تربيته، فتكون أنت الخاسر إذا فقدت مساعدة الأم في تربيته، وكما أن من الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم هو تعييره بأخواله، كأن يتندر الأب بأخوال ابنه، ويتهمهم بعدم الرجولة ونحو ذلك، وكما أن من الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم هو المبالغة في إحسان الظن بالولد مما يؤدي إلى الغفلة عنه، وأيضا المبالغة في إساءة الظن بالولد مما يجعله ربما تجرأ على المعصية.