الإخلاص لله تعالى ومتابعة النبي
الإخلاص لله تعالى ومتابعة النبي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان ثم أما بعد، لقد أجمع الأئمة يا مسلمون على أن شرطي قبول العمل هما الإخلاص لله تعالى ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم، فالله لا يقبل عمل العبد مالم يكن خالصا له، وصوابا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لذا لو عمل المسلم طاعة مشروعة ولم تكن نيته خالصة لله تعالي فلا يقبل الله عز وجل هذه العبادة منه لقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل “من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ”
ولو عمل المسلم عبادة مبتدعة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقبلها الله منه حتى ولو كانت نيته خالصه لله لقوله عليه الصلاة والسلام ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” وإن شأن البدعة جد عظيم ولزوم السنة وإتباع خير البرية فضل من الله الكريم، ولقد أدرك سلفنا الصالح وجوب الإتباع وخطورة الإبتداع فكانوا للسنة من الداعين وعن حياضها مدافعين ومن البدع محذرين وعلى أصحابها منكرين، وكل ذلك منهم حماية لجناب الدين من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان فرضي الله عنهم أجمعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، فيا أيها المسلمون ما هو واجبنا ونحن نرى العالم اليوم يضطرب ويعيش أزمات حقيقية على الأصعدة كافة، ونحن على دراية لا تتزحزح أنه لن يستقر إلا على سفينة الإسلام، ولن يحل مشكلاته إلا هذا الدين؟
وما واجبنا ونحن نشاهد الواقع الحديث يحيا معركة فكرية وثقافية تنتج عنها المعارك السياسية والاقتصادية والعسكرية؟ وما واجبنا ونحن نلاحظ أن من أسباب صدّ بعض الكافرين عن الإسلام إنحطاط المسلمين السحيق في جميع الجوانب، حتى لقد قال بعض الغربيين الذين أسلموا حديثا الحمد لله أني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين، فالمطلوب منا يا عباد الله هو أن نعرف ما هو الإسلام الذي ندين الله به، وما هي العقائد والشرائع التي تخالف الإسلام، وهذا يكون بتعلم هذا الدين ومعرفة تشريعاته، والسؤال عما يجهل منه، وغرس ثقافة الإعتزاز بهذا الدين في النفوس، وتربية الأجيال على ذلك، وكما أنه لا يكفي أن نبقى مسلمين بالإنتساب، بل لابد من إظهار إسلامنا الصادق في واقعنا العام والخاص في أعمالنا وأقوالنا وجميع أحوالنا.
وأن نكون حذرين متيقظين من كيد الأعداء، وأن لا نغتر بكلماتهم التي ظاهرها الرحمة والسلام، وفي باطنها العذاب و الحرب الزبون، وأن نهتم بالتقدم المعرفي والتطور التقني والنمو الاقتصادي والبناء الحضاري الشامل لأن تخلف المسلمين الحياتي يمثل عائقا كبيرا أمام من يريد دخول الإسلام، فإذا تقدم المسلمون في مجالات الحياة المختلفة كان ذلك دعوة صامتة ناجحة للإسلام، وأن يقدم كل مسلم دوره تجاه دينه، فيدعو البعيدين عن هذا الدين بكل وسيلة متاحة بالكلمة الطيبة في كتاب أو منشور، أو صحيفة أو إذاعة، أو قناة أو مساحة الكترونية، أو مكالمة هاتفية أو لقاء في عمل أو مجلس في وسيلة مواصلات، فمن لم يستطع ذلك فليحسن معاملته لمن يعرفه من الكفار، فقد تبلغ الأفعال ما لا تبلغ الأقوال.
ورب دعوة صامتة أفصح من دعوة ناطقة، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام “ولئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك كن حمر النعم” وقال صلي الله عليه وسلم “من دل على خير فله مثل أجر فاعله”.
تابعنا على جوجل نيوز