أدب

اختفاء ملامحى فى المرآه

اختفاء ملامحى فى المرآه

خربشات هاله المغاورى 

مقالات ذات صلة

في ليلة هادئة، بعد يوم طويل مرهق فى العمل ، شعرت برغبة غريبة في مواجهة نفسي . لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل كانت كما لو أنني أحمل سؤالًا عميقًا ومضطربًا يتردد في صدري منذ فتره ، وينتظر إجابة. وقفت أمام المرآة، ونظرت بتمعن فى مرآتى . لم أكن أبحث عن انعكاسي الجسدي، بل كنت أبحث عن شيء أعمق . لحظة تأمل طويلة أردت قطعها بسؤال كان يجول في خاطري دائماً : “من أنا؟” لكن السؤال علق في حلقي، لم أتمكن من الإفصاح عنه. فوجدت أمامى يقف شخص غريب، شخص لم أعد أتعرف عليه.

رأيت وجهي في انعكاس المرآه، ولكنني شعرت بشيء غريب. لم أعد متأكدة من هو الشخص الذي يحدق بي من الجانب الآخر. صرخت في وجه انعكاسي : “هل تعرفنى ؟ أم أنك فقدتني في طيات الزمن ؟ أم ضللت عن نفسي؟ هل أضعت ذاتي في زحمة الحياة؟، لكن انعكاس المرآة كان يبدو غريبًا. شخصٌ يحدق بي كما لو كان ضائعًا يبحث عن مخرج ، أحاول استدعاء القوة والشجاعة التي لطالما اعتقدت أنها موجودة داخلي وصرخت بحده : “تكلم ” لكن صمت المرآة كان أقوى من صرختي. شعرت بشيء يعيقني، حاولت الرد على نفسي، لكن صوتي خذلني. ضعفي تردد فى ان يتحدث بدلاً مني. وقلبى الذي كان ينبض دائمًا بشغف وحب للحياة، بدا الآن مكسور وحزين، فاقد لكل ما كان عزيزًا عليه. حدقت في المرآة مرة أخرى، وأدركت أن الشخص الذي أمامي مختلف عنى . فالم أعد تلك الشخصيه التي كنت أعرفها يومًا. كنت أظن أنني سأظل أتمسك بها إلى الأبد. غارقة انا في بحر من التساؤلات، لكنني أيضًا كنت على أعتاب فهم شيء جديد. رغم كل الظلام الذي أحاط بي، شعرت بشرارة من الأمل . كان هذا ليس نهاية، بل بداية لرحلة جديدة . فمع كل ما أعانيه أدركت أن التغيير ممكن، وأن هذه اللحظة قد تكون نقطة انطلاق. تركت المرآة خلفي، وأنا أعلم أن ما ينتظرني قد يكون أفضل، إن كنت على استعداد لمواجهة نفسي من جديد. ومع كل خطوة بعيدة عن المرآة، شعرت بأن الطريق نحو العثور على ذاتي قد بدأ للتو .

اختفاء ملامحى فى المرآه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار