مقالات

اجتياح رفح وتداعيات الأزمة بين مصر

سعيد ابراهيم السعيد
يكتب
اجتياح رفح
وتداعيات الأزمة بين مصر وإسرائيل
הפלישה לרפיח המשבר בין מצריםاجتياح رفح وتداعيات الأزمة بين مصر وإسرائيل הפלישה לרפיח המשבר בין מצרים וישראל וישראל

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الليلة أن مصر هددت بأنه إذا عبرت موجة من الفلسطينيين الحدود مع غزة ، أو إذا اجتاح الجيش الإسرائيلي رفح، فسيتم تعليق اتفاق السلام مع إسرائيل.

وحسب الصحيفة فإن المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعليا معاهدة السلام لعام 1979، وفقا لدبلوماسي غربي كبير في القاهرة.

وقال مسؤول غربي كبير آخر ومسؤولان أمريكي وإسرائيلي إن الرسالة كانت أكثر مباشرة، حيث هددت مصر بتعليق المعاهدة إذا دفع الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى مصر.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن الحكومة المصرية كررت هذا التحذير لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء، عندما كان بلينكن في القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال المسؤول الأمريكي إن مصر أوضحت أنها مستعدة لعسكرة حدودها، ربما بالدبابات، إذا بدأ دفع الفلسطينيين إلى سيناء.

◾كما ذكر موقع عبري أن مصر تنشر دبابات وناقلات جند لتعزيز الأمن على حدودها مع رفح

حيث صرحت مصادر أمنية أن مصر أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين في إطار سلسلة من الإجراءات لتعزيز الأمن على حدودها مع غزة.

وأشارت المصادر الأمنية المصرية إلى أنه منذ السابع من أكتوبر قامت مصر ببناء جدار حدودي خرساني يصل طوله إلى ستة أمتار وتعلوه أسلاك شائكة، وبناء سواتر وعززت المراقبة على المواقع الحدودية.

وجاء نشر القوات المصرية قبل توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية نحو مدينة رفح بجنوب غزة، والذي زاد المخاوف المصرية من احتمال إجبار الفلسطينيين الباحثين عن الأمان على الخروج بشكل جماعي من القطاع.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية رفح المتاخمة للحدود المصرية يوم الجمعة، وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الجيش ووزارة الدفاع تقديم خطة لإجلاء المدنيين من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.

ويأتي طلب نتنياهو هذا وسط تحذيرات غربية ومصرية من خطورة قيام إسرائيل بعمليات واسعة في رفح التي تؤؤي مئات آلاف المهجرين من بيوتهم جراء الحرب على القطاع.

وفي هذا السياق، حذرت الولايات المتحدة، يوم الخميس الماضي، من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، “دون تخطيط أو بالقليل من التفكير”، ستكون “كارثة”.

◾من جانبهِ حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من التبعات الخطيرة لقيام إسرائيل باستهداف منطقة رفح بقطاع غزة

شدد أبو الغيط على أن نوايا تل أبيب بفرض واقع النزوح على مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين لجأوا إلى رفح كملاذٍ من الهجمات العشوائية على المدنيين، هي خطة مكشوفة ومرفوضة على طول الخط وتنطوي على تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمي.

◾كما قال النائب في البرلمان والإعلامي المصري مصطفى بكري إن هدف إسـ ـرائيل من اجتياح رفح هو تصفية القضية وإشعال المنطقة، مشددا على أن كل الخيارات مفتوحة أمام مصر للدفاع عن حدودها.

وكتب بكري عبر منصة “إكس”: يستعد الجيش الإسـ ـرائيلي لاجتياح رفح القريبة من الحدود المصرية، والهدف من ذلك هو تهجير الفلسـ ـطينيين قسريا باتجاه سيناء”.

وأضاف “أن إسرائيل تعتزم إشعال المنطقة وارتكاب مـ ـذابح بشـ ـعة بهدف إحراج مصر ودفع الفلسـ ـطينيين باتجاه الحدود المصرية”.

وشدد على “أن مصر حذرت وأنذرت مرارا وبعثت مؤخرا برسالة إلى الحكومة الإسـ ـرائيلية هددت فيها بتعليق اتفاقية السلام المصرية الإسـ ـرائيلية، وأكدت أنها لن تسمح بالمساس بالأمن القومي المصري”.

◾كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية امس السبت، بأن تل أبيب تدرس إرسال رئيس الموساد ديفيد بارنياع ورئيس الشاباك رونين بار إلى القاهرة الأسبوع المقبل للقيام بدورهما بمحادثات صفقة الأسرى.

وبحسب التقارير، فإن المحادثات ستضم رئيس وكالة المخابرات المركزية الإسرائيلي ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

هذا ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر في الإدارة الأمريكية تأكيدها أن مدير الــ ـCIA ويليام بيرنز سيزور القاهرة خلال الأيام المقبلة، للمشاركة في مفاوضات الأسرى بين حماس وإسرائيل.

◾و كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعض التفاصيل المتعلقة بالعملية العسكرية المرتقبة في رفح، حيث يتكدس نحو نصف سكان قطاع غزة بعد أن نزحوا من مناطقهم، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن نتنياهو أبلغ مسؤولين أن “عملية رفح يجب أن تكتمل قبل بدء شهر رمضان”.

وقال نتنياهو في مقابلة ضمن برنامج “هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس” عبر قناة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية، تُبث الأحد، إن “النصر في متناول اليد، وسنفعل ذلك.

سنسيطر على آخر كتائب حماس، وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير”.

وتابع: “سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي”.

ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى “تطهير” مناطق في شمال رفح، “يمكن استخدامها مناطق آمنة للمدنيين”، على قوله.

ورد نتنياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في حال شن هجوم على رفح، قائلاً: “أولئك الذين يقولون إننا يجب ألا ندخل رفح مُطلقاً، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك”.

توقيت “عملية رفح”

وفيما يتعلق بالتوقيت والمدة التي قد تستغرقها العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية في تقرير أوردته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن نتنياهو أبلغ المجلس الوزراي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، بأن “إسرائيل ليس أمامها سوى شهر واحد لإكمال عمليتها في رفح”.

ويُتوقع أن يبدأ رمضان، الشهر التاسع في التقويم الهجري للمسلمين، يوم 11 مارس المقبل، وهو وقت دائماً ما تتصاعد فيه التوترات في فلسطين، لا سيّما في القدس حيث المسجد الأقصى.

وحسب تقرير القناة 12 الإسرائيلية، فإن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، أبلغ، نتنياهو بأن “الجيش الإسرائيلي مستعد للعمل (في رفح)، “لكنه يحتاج إلى أن تقرر الحكومة أولاً ما تريد فعله مع النازحين من غزة الذين لجؤوا هناك”.

وفي سياق متصل، نقلت القناة 12 أيضاً عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قوله، إن “الجيش يحتاج أيضاً إلى معرفة خطط الحكومة لمحور فيلادلفيا، وهو الطريق الأمني الذي يبلغ طوله 14 كيلومتراً على طول حدود غزة مع مصر”.

ومحور فيلادلفيا، الذي يسمى أيضاً محور صلاح الدين، يقع على امتداد الحدود بين غزة ومصر، ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام (كامب ديفيد) بين مصر وإسرائيل عام 1979. وتسمح هذه الاتفاقية لإسرائيل ومصر بنشر قوات محدودة العدد والعتاد ومحددة بالأرقام ونوعيات السلاح والآليات التي يمكن نشرها على ذلك المحور، وذلك بهدف إجراء دوريات على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل والأنشطة الإجرامية الأخرى.

ويحتشد أكثر من مليون فلسطيني في رفح، جنوبي قطاع غزة على الحدود المصرية، بعد أن نزحوا من المناطق الشمالية جراء القصف الإسرائيلي الشديد والمتواصل.

◾كما أفاد قيادي في حماس لبعض القنوات الفضائية ان أي هجوم لجيش الاحتلال على مدينة رفح يعني نسف مفاوضات التبادل نهائياً.

◾وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم الأحد، عن خشية إسرائيل من إدخال مصر مساعدات إنسانية إلى غزة، دون تفتيش إسرائيلي، تزامناً مع توجهها إلى التوغل في مدينة رفح المكتظة بالنازحين جنوبي القطاع، رغم التحذيرات الدولية.

وقالت الصحيفة: “مع قرب انتهاء العمليات الهجومية في خان يونس وتفكيك لواء حماس هناك، يستعد الجيش الإسرائيلي لمناورة برية في رفح”.

وتابعت: “المهمة هناك هي تفكيك 4 كتائب تعتبر، حسب تقديرات الجيش، أضعف بكثير من تلك التي في خان يونس، لكن التحدي يكمن في كيفية القتال فيما نحو 1.4 مليون مدني في رفح”.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل “تريد أن ترى في المستقبل القريب شيئين في سياق الحرب في غزة: الأول بالطبع هو صفقة الرهائن، والثاني هو التعامل مع محور فيلادلفيا”، لافتة إلى أن “مصر هي همزة الوصل بين الهدفين”.

وقالت إنه “دون التنسيق مع مصر والغطاء الأمريكي، فإن هذا العمل التكتيكي قد يتحوّل إلى حدث استراتيجي يضر بأهداف الحرب”.

وأشارت أنه إضافة إلى استمرار تظاهرات مستوطنين على المعابر الإسرائيلية ضد إدخال المساعدات إلى غزة، فإن “في إسرائيل مخاوف من أن تؤدي عملية عسكرية في رفح وسط رفض مصري، إلى إدخال مصر المساعدات عبر معبر رفح دون تفتيش إسرائيلي”.

ورأت أن “التنسيق مع مصر، الذي يسمح لإسرائيل بإجراء فحص أمني لكل شاحنة تدخل القطاع عبر معبر رفح، يكاد أن يكون غير مسبوق، والإضرار به سيضرّ بأمن إسرائيل أكثر من مصر، ولذلك فإن الجيش منزعج ويحذّر من احتمال نقل أسلحة إلى هناك دون تفتيش”.

هذا كل ما لدينا حتى الأن.
مع جريدة مصر اليوم أنت في قلب الحدث.
#حفظ_الله_مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار