مقالات

أيديولوجية التطرف، وحلم الهيمنة..بقلم الكاتب: مرزوق بن علي الزهراني

أيديولوجية التطرف، وحلم الهيمنة

بقلم الكاتب: مرزوق بن علي الزهراني

“إيران هي المصرف المركزي للإرهاب في العالم منذ نشاتها وحتى اليوم “- د. رايس -.
يكشف انفصال الخطاب عن الواقع عن فشل ذريع في تحقيق العدالة الاجتماعية التي تُروج لها إيران منذ أربعة عقود. ففي الوقت الذي تُركز فيه الحكومة الإيرانية على دعم حروب بالوكالة في الخارج، تُهمل الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، مما أدى إلى انتشار الجهل والبطالة وتفشي الأمراض المزمنة والخطيرة بين أفراد المجتمع الإيراني.
ومن المعلوم أن ثورة الخميني الدينية التي تحققت في العام ١٩٧٩م، كان لزامًا على قائدها أن يستشرف سبل الحفاظ على نظامه الجديد والعمل على توسيع نفوذه الإقليمي، حيث أدرك الخميني آنذاك أن أحد أهم عوامل نجاح ثورته يكمن في إنشاء قوة مسلحة موالية له، تعمل على حماية النظام الديني من الأخطار الداخلية والخارجية، وفي الوقت نفسه تُسهم في تصدير الثورة إلى دول الجوار ومن ثم يتم التوسع في نشرها لتعم العالم بأسره . ومن هذا المنطلق، وُلد “الحرس الثوري الإيراني” كقوة عسكرية يصل تعداد أفرادها إلى ما يقارب ال ١٣٠ ألف مقاتل تم تدريبهم وتأهليهم على أعلى المستويات.
ولقد عمل “الحرس الثوري” الإيراني ومازال يعمل في إطارٍ معقد من الاستراتيجيات السياسية والإيديولوجية، حيث يسعى إلى نشر إيديولوجية التطرف القمي، بمعزل عن الفكر أو المثال النظري كما جرت العادة، وذلك من خلال آليات عملية ميدانية تتضمن تدريب وتمويل المنظمات الإرهابية التي تتشكل غالبًا من مجموعة متطرفين يجسدون تطرفًا دينيًا ومذهبيًا في بلدانهم.
وتتم هذه العمليات بعناية فائقة حيث تتم بعيدًا عن الأعين، مما يُعزز من سرية الأنشطة ويُخفف من ردود الفعل الدولية. وبعد انتهاء المتطرفين الذين ينتمون لتلك المنظمات من التدريبات المؤهلة للدفاع عن الثورة، يُعاد توجيههم إلى بلدانهم الأصلية ليصبحوا أدوات فاعلة في تنفيذ رؤية ملالي طهران بكل دقة واقتدار. اننا نشهد تجليات هذه الاستراتيجية في عدة تنظيمات داخل محيطنا العربي والتي تدين للنظام الإيراني بولائها، فضلاً عن تقديم انتمائها المذهبي له على انتمائها لدولها ومنها تنظيم حماس الذي غرر به الإيرانيون وأقحموه مؤخرا في حرب لا طاقة له بها ثم تخلوا عنه بصمت بعد أن شرعت إسرائيل في تصفية قادته القائد تلو الآخر، وتنظيم حزب الله الذي ناله ما نال حماس من الضياع والخذلان، وتنظيم الحوثي في اليمن وكذلك تنظيم عصائب أهل الحق، ومنظمة بدر، وكتائب حزب الله، وحركة النجباء، والحشد الشعبي في العراق وهناك ايضا قوات ٣١٣، ولواء الباقر، وقوات الرضا، في سوريا ناهيك عن لواء فاطميون في أفغانستان ولواء زينبيون في باكستان. إن حلم الخميني يتلخص في رؤيته التي تقوم على خلق شبكة من الولاءات التي تهيئ الأرضية الصالحة لخروج المهدي المنتظر.
هذا الحلم ليس مجرد طموح سياسي، بل يحمل في طياته فلسفة شاملة تدمج بين الدين والسياسة، كما تنظر إلى الهيمنة الإقليمية على أنها اللبنة الأساس لتحقيق الوحدة الإسلامية. ومن هذا المنطلق، يتضح لنا أن سعي ملالي إيران إلى نشر هذه الأيديولوجية يمثل تحديًا عميقًا ليس فقط للأمن الإقليمي، بل أيضًا للهوية الثقافية والسياسية للدول التي يستهدفها من الداخل. وفي هذا السياق، يُطرح سؤال جوهري يمكن صياغته بالشكل التالي: كيف يمكن للدول المتضررة وكذلك المستهدفة بهذا النوع من الإرهاب الصفوي أن تتعامل مع مثل هذه التحديات التي تهدد سيادتها وهويتها؟ إن الفهم العميق للأبعاد الفلسفية والاجتماعية التي تقف وراء الكثير من الاستراتيجيات السياسية التي تتبعها إيران في شراء ولاءات الكثير من أبناء الدول المستهدفة يُعتبر خطوة أولى نحو تطوير استجابة فاعلة وناجعة للتصدي للمطامع الإيرانية والقضاء عليها في مهدها، مما يضمن عدم نجاح تلك المخططات الإيرانية الشيطانية في اختراق المزيد من الشعوب العربية والإسلامية وتدمير نسيجها الاجتماعي.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مستشار محمود السنكري

رئيس التحرير التنفيذي لجريدة مصر اليوم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار