أول مصدق بالله ودينه ورسوله

أول مصدق بالله ودينه ورسوله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن من أجل نصر الله سبحانه وتعالى يرافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار أول مصدق بالله ودينه ورسوله الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه من غير صحبة أحد، ومن غير سلاح، ومن غير زاد، ومن غير مجير في موقف من أحرج الموقف وأصعبها، لكنها معية الله والإيمان به فيقول صلى الله عليه وسلم” لا تحزن إن الله معنا ” وكما أن من أجل نصر الله يحمل الراية في موقعه مؤتة ثلاثة من الصحابة وكلهم يخر صريعا تحت لواء الإسلام إنهم زيد بن حارثه وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، وما أكثر شهداء الإسلام لنصرة الله.
ويمتحن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ويلاقي عذاب الهون والجلد بالسياط فينتصر لله صابرا محتسبا، وإنها دعايات مغرضة يفتلها في صف الإسلام أعداؤه الألداء، وليست الغاية منها سوى إضعاف قوة المسلمين في كل أرض ينطلق من آفاقها لا إله إلا الله محمد رسول الله، وصدق الله وقوله الحق فى سورة البقرة ” حتى يردوكم غن دينكم إن استطاعوا” فها هو الإسلام منذ بزوغ شمسه وهو يصارع القوى الكافرة الملحدة، وانتهت تحت مجالدته عقائد ونظم، ولم يزل شامخا كالطود العظيم، وإن بعد أهله عنه وضعفوا، لأن ضعفهم لا يعني ضعف الإسلام ولا يعني نقصه ولا تعطيل بند من بنوده، وحكم من أحكامه، لأنه ليس من نظام البشر، وإنما هو كتاب منزل من عند الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأنه رسول صادق مصدوق، نصره ربه الذي أرسله ونصر دينه الذي أرسله به.
وإن ما يعيشه العالم الإسلامي في بعض دوله المعاصرة من واقع مر أليم، تسلطت عليه قوى كافرة مستعمرة لا يمكن لعاقل أن يعزو أسباب هذا الواقع إلا إلى تفرق المسلمين وتفكك أواصرهم، وبعدهم عن الله ورضاهم بتحكيم القوانين الوضعية التي ما أنزل الله بها من سلطان، وكلما نصر المسلمون دين الله وجاهدوا لإعلاء كلمة الحق كان النصر حليفهم، ولو بعد حين، لأن الإسلام جهاد مستمر، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، جهاد بالكلمة والروح والمال والسلاح وبكل قوة عن يقين وإيمان بأن الله أهل القوة والقهر والجبروت المتصرف بأحوال العباد أجمعين، فتذكروا ما كان من نصر الفتوحات الإسلامية على أيدي القادة المسلمين عبر تاريخ الإسلام منذ عهد محمد صلى الله عليه وسلم وعهد صحابته الأجلاء إلى عهد حرب العاشر من رمضان على الانتصارات الكبيرة.
التي أحرزها المجاهدون بصبرهم ومعاناتهم ونصرهم دين الله، وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف”رواه البخارى ومسلم، وإن من أسباب النصر هو الشجاعة والإقدام عند لقاء العدو، واليقين أن الأجل لا يقدمه إقدام، ولا يؤخره إحجام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، وأقواهم قلبا عند لقاء العدو، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به يعني النبي صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم، وأيضا كثرة الذكر والدعاء، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويستغيث به في معاركه، كما في معركة بدر وغيرها.