أخبار محليه

أول امرأة تولت إدارة الأسواق

أول امرأة تولت إدارة الأسواق

أول امرأة تولت إدارة الأسواق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 15 إبريل 2024

أول امرأة تولت إدارة الأسواق

الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش استوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى، ثم اما بعد، لقد لعبت المرأة دورا جليا في تاريخ الإسلام، في السلم والحرب، وساهمت في إثراء الحراك الإنساني والثقافي والإداري، ومن النساء اللائي رسم التاريخ اسمهن بحروف من نور هى السيدة الشفاء العدوية، التي تعتبر أول امرأة تولت إدارة الأسواق في عهد خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب، وكانت تلك الولاية باختيار الخليفة نفسه، وقد كانت أهلا لذلك. 

 

وتعتبر الشفاء من أوائل المعلمات الجليلات في الإسلام، ومن النساء القلائل اللائي يعرفن القراءة والكتابة، وساهمت منذ وقت مبكر في تاريخ الدعوة الإسلامية في تعليم النساء تطوعا منها، وممن تعلمن على يدها السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب، إحدى زوجات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويروى أن اسمها الأساسي ليلى وقد لقبت بالشفاء وربما كان لهذا اللقب دلالات بعينها، يمكن أن تقود إلى معانى متعددة كخبرتها بمهارات العلاج، وقد تزوجت مرتين، في المرة الأولى من أبوحثمة بن حذيفة القرشي، وولدت له سليمان، ومن ثم تزوجت من شقيقه مرزوق وولدت له أبا حكيم، فكانت الشفاء ذات الأصل القرشي، التي ينتهي نسبها إلى كعب بن لؤي، ذات صيت في تاريخ الإسلام، فإن ذلك الأمر بدأ منذ بواكير الدعوة فهي من أوائل النساء المؤمنات. 

 

برسالة النبي صلى الله عليه وسلم والدين الجديد، وكانت كذلك من المهاجرات مع زوجها إلى الحبشة في الهجرة الأولى للمسلمين، كما بادرت للهجرة المبكرة في المرة الثانية إلى المدينة المنورة، وفي وقت كان فيه التعلم قليلا بين النساء كان لإجادة الشفاء القراءة والكتابة دور في حياتها انعكس بجلاء مع بدء الدعوة وتشجيع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لها، الذي كان يكن لها التقدير، وبعد أن هاجرت خصص لها الرسول صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة نزلت فيها مع ابنها سليمان وكان يزورهما في تلك الدار، ما يدل على مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد ساعد الإسلام وتشجيع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام للشفاء في أن تلعب دور القدوة للنساء الأخريات وتزرع فيهن حب العلم والمعرفة، ولابد أن هذا الدور القيادي.

 

في مهنة التعليم التي تعتبر من أسمى المهن، حيث يقارن دور المعلم بالنبي، فقد أكسب الشفاء مهارات في الإدارة والاقتراب من الناس ومعرفة النفوس والكثير من القيم الأخرى، وغيرها من جملة الأسباب التي شجعت الخليفة الراشد عمر بن الخطاب على اختيارها لأمر الأسواق، وأدرك أن السوق ليس بالمكان الهين، فهو ليس مجرد بيع وشراء، بل عمليات معقدة من التفاهم بين الناس والوساطات والصفقات والعقود، وتنظيم حركة البضائع والمبيعات والمشتريات والحفاظ على النظافة والترتيب والنظام العام، وغيرها من المطلوبات التي لا يمكن أن تدار إلا بذهن، وقائد ينظر إلى الصورة بشكل كلي وذهني نقي، نسأل الله العظيم أن يجعل أبناءنا من أهل القرآن، وأن يحبب إليهم حلق القرآن، وأن يحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
    آخر الأخبار