أفيقوا يا عرب.. هل نسينا العروبة؟
أفيقوا يا عرب.. هل نسينا العروبة؟
بقلم احمد الشبيتى
في زمن كثرت فيه الزلات، وتباعدت فيه القلوب، نطرح هذا السؤال المؤلم والموجع: ماذا جرى لنا نحن أمة العرب؟ هل طوينا صفحة العروبة والشهامة والكرامة؟ هل سلمنا الراية طواعية لمن لا يعرفون قدسية الأرض، ولا قيمة الإنسان؟
نرى بأم أعيننا كيف تُنهب أوطاننا، وتُدمر مدننا، وتُستباح أراضينا، لا بيد عدو خارجي فقط، بل بأيدينا نحن، حين فرطنا في وحدتنا، وتركنا بناء الأوطان، ورضينا أن نصبح أتباعًا لا صانعين للقرار، مستوردين للهوان بدلًا من الكرامة.
من يحمينا؟
يتساءلون ويكررون: “نحن نحميكم”. ولكن من يحمي من؟ هل يحمينا ترمب أو غيره ممن تآمروا علينا سياسيًا وأخلاقيًا؟ هل يحمينا الغرب من أنفسنا، أم من شعوبنا؟ أم أنكم، أنتم أصحاب الكراسي، تخشون شعوبكم أكثر من عدوكم الحقيقي؟
في حين تحترق غزة، وتستغيث فلسطين، وتئن سوريا واليمن وليبيا، نستقبل الغزاة بالهدايا، ونفرش لهم السجاد الأحمر، ونقدم لهم ولائم العار والذل، ونضحك معهم، ونوقع عقود الاستعباد الطوعي. في الوقت ذاته، تُقتل أطفالنا وتُغتصب نساؤنا، ويُشرد أبناء أمتنا في مشارق الأرض ومغاربها.
قانون التبعية وحتمية النهضة
قانونيًا، أصبحنا مجرد دول تابعة، تفقد استقلالها السياسي والاقتصادي في مقابل وهم الحماية. الأنظمة التي كان من المفترض أن تبني جيوشًا موحدة، وتسخر الثروات للتنمية، باتت تتسابق لنيل رضا الغرب، لا لحماية شعوبها، بل لحماية عروشها.
الشرعية لا تمنحها واشنطن ولا باريس، بل يمنحها الشعب، والحق يؤخذ ولا يُوهب. والعدل أساس الحكم، والحرية لا تعني التعري ولا الانحلال، بل تعني السيادة والكرامة.
الرسالة إلى شعوب الأمة
يا شعوب العرب، يا أصحاب الأرض والتاريخ والدين: أفيقوا من سباتكم، لا تصدقوا المهرجين ولا المأجورين. افتحوا أعينكم على حقيقة أن ما يجري هو مخطط لطمس هويتكم، وسرقة ثرواتكم، وتحويلكم إلى أمة بلا جذور ولا ماضٍ ولا مستقبل.
عودوا إلى دينكم الذي جعلكم خير أمة أُخرجت للناس، وتمسكوا بلغتكم، وانهضوا بأوطانكم، واصنعوا نهضتكم بأيديكم. تذكروا أن الكرامة لا تُشترى، والعزة لا تُستورد، وأن مصر التي نحبها ونفخر بها، ستبقى قوية بجيشها وشعبها وقيادتها ما دامت مخلصة لدينها وهويتها.
خاتمة
إنها دعوة للعقل قبل العاطفة، دعوة للوقوف على مفترق الطرق، قبل أن نضيع أكثر مما ضاع. إن كنتم تخشون العدو، فاعلموا أن أكبر عدو هو الجهل والتبعية والفرقة. وإن كنتم تحبون أوطانكم، فابدأوا ببنائها من جديد، لا بالهدم، بل بالعلم والعمل والوحدة.
استقيموا.. يرحمكم الله.