أدبخاطرة

أغلقوا المساجد وارحلوا

أغلقوا المساجد وارحلوا

أغلقوا المساجد وارحلوا

بقلم/  د.عزمي رمضان

نرسم على حدود الركام أحزاننا ، ترقب لحظة الموت في كل نبضاتنا ، نغازل عين الشمس في صباحاتنا ، ونرجو الشهادة في كل لحظاتنا ، هكذا هي الحياة بالنسبة لنا ، العطاء منا مسلوب ، والدم مهدور ، والبيت مدمر محظور، ولا ماء ولا دواء ولا طعام والكل مقهور ، هكذا نحن بين حروف الرجولة رفعنا اسماءنا وتطاولت قاماتنا ، كالرايات تخفق ارواحنا.
هكذا نحن سادة الأبجدية فمن أنتم ؟
اغلقوا المساجد وارحلوا ، لا تدعون أنكم أهل الله ، وأنكم تدعون الله لنا ، ارحلوا من أوقاتنا من أنفاسنا من أزقتنا وحاراتنا من كل أرض الله ارحلوا سادة الجبن والتخاذل سادة القهر والذل.ارحلوا لا نريد دعاءكم ولا رفع أياديكم ، لخالق السماء نشكوكم ، فاغلقوا المساجد وارحلوا ، لا أظن أن وقت الصلاة قد حان في أجندتكم
فالصلاة باتت مقتولة ، والمحراب قد تعرى في مذبح الخيانة ، يا من رضيتم ببيع الدين في مزاد القهر والخنوع .
غزة منذ عام ونيف تقتل وحدها تقصف وحدها تباد وحدها وكلكم يرفع يديه بالدعاء أن ينصر الله غزة ، فاتركوا غزة وشأنها اتركوها تنزف وحدها وتكفن الشهداء وحدها ، وتبحث عن مقابر وحدها
دعوها فهي قادرة أن تلملم جراحها وأن تنتفض من بين الركام وحدها ، هكذا هو الفينيق الفلسطيني يموت ثم يعود منتفضا من بين الركام ليكمل المسيرة من جديد ، أما انتم اقرأوا ما تيسر من القرآن من المعوذات أن يبعد عنكم شر ما حدث لغزة  من إبادة وقتل وتهجير وتدمير
ابتعدوا عن المساجد واغلقوها حتى تتطهر من أذيال الخيبة والتخاذل ، فبيت الله طاهر مطهر لمن نبض قلبه بإيمان صادق ، لمن يعلم علم اليقين أن الله ناصر عبده وهازم الأحزاب وحده ، أغلقوا المساجد التي أصبحت فيها العبادة عادة وليست عبادة كما حق أن تسمى بهذا الإسم   ، وأين نحن من العبادة أين القلوب التي تتعلق بخالقها وتشكوا اليه حالها وما وصل إليه أمرها ،أين وأين ؟؟؟؟
حينما تتآلف القلوب وحين ننتصر على أنفسنا وحين نعود إلى الله ونتمسك بالعروة الوثقى حينها تفتح المساجد أبوابها لتستقبل من استحق أن يكون ضيفاً للرحمن ويرفع ويذكر فيها اسمه .
نحن نعلم علم اليقين أن أمر الله نافذ وأن الصابرين لهم الجنة وأن الإبتلاء هو من الله ليعلمكم  من هو الصابر المحتسب ومن هو المتخاذل الخانع الذليل وهذا هو الإمتحان الصعب وهو الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الدين والعرض والأرض والشرف  فمن شرفه الله ليكون أهلاً لذلك فهم أهل الله وخاصته ومن كان غير ذلك فهم أصحاب الدنيا ومتاعها وأهل الذلة والمسكنة والخنوع .
سوف تنتهي الحرب  وقد رحل الشهداء  ورفعت شواهد القبور . وسيبنى الوطن وتعود الأرض ويعود الأطفال ليرووا ذكرياتهم  ومن بقي من الآباء والأمهات يروون قصص ما قبل النوم عن بطولات صنعت مجد الأمة عن من مضوا في ميادين الشرف وثبتوا في ساحات الوغى في وجه غاصب محتل أتوا كاللمم من كافة أصقاع الأرض ليحتلوا أرضنا ويهودوها ويقتلونا في عقر دارنا ،  ومن هم من أبناء ديننا وجلدتنا يخبرونا أنهم معنا ويدعون لنا في صلواتهم ، أي خذلان هذا وأي قهر هذا وأي صلاة هذه التي يدعون لنا فيها بأن ينصرنا الله هل سألوا أنفسهم إن كانوا على طهارة  قبل الدعاء لنا .
أقول أغلقوا المساجد وارحلوا حتى من كل أحلامنا وصلواتنا . والله أعلم منكم بحالنا وهو أرحم الراحمين وسيهزم الجمع ويولون الدبر  وهو ناصرنا بإذنه تعالى .
طابت فلسطين من النهر إلى البحر بألف خير .

أغلقوا المساجد وارحلوا

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار