أعظم فساد في الأرض بقلم / محمـــد الدكـــروري

أعظم فساد في الأرض
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 9 فبراير 2024
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، أما بعد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال ” الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ” رواه أحمد، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمده عليها ” رواه النسائي، والحمد لله عند انقضاء الأمر، فإذا ما كذبت أمة من الأمم، وطغت وبغت هنالك يحق الله عليها العذاب من الملك الجبار سبحانه.
فيقطع دابرها ويحمده على ذلك الصالحون والمؤمنون فقال تعالى كما جاء في سورة الأنعام ” فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين” فاستؤصل هؤلاء القوم وأُهلكوا إذ كفروا بالله وكذبوا رسله فلم يبق منهم أحد والشكر والثناء لله تعالى خالق كل شيء ومالكه على نصرة أوليائه وهلاك أعدائه، واعلموا يرحمكم الله إن الله عز وجل، قد أمر بالإصلاح، وأرسل أنبياءه ورسله الكرام بذلك فقال قائلهم كما جاء فى سورة هود فى قول الحق سبحانه وتعالى” إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت” وقد نهى المولى سبحانه وتعالى عن الفساد والإفساد في الأرض، وقال تعالى فى سورة الشعراء “ولا تعثوا فى الأرض مفسدين ” وأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يحب الفساد، ولا يمكن أن يجتمع الصلاح والفساد معا.
إلا أن يتدافعا ليظهر الصلاح من الفساد، فقال عز وجل فى سورة ص ” أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ” فسبيل المصلحين معروف، وسبيل المفسدين معروف، والإصلاح ضد الفساد، والفطر والعقول السليمة تميز ذلك، ولا يمكن أن يلبس على الناس في الإصلاح والإفساد أحد، ولا يروج ذلك إلا على الأغبياء، ولا عجب أن كان الإفساد في الأرض بعد إصلاحها أعظم الإفساد وأقبحه، والله تعالى قد بين أن أعظم إفساد في الأرض هو الشرك، فقال العلامة ابن القيم رحمه الله في تعليقه على قوله تعالى فى سورة الأعراف “ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها” إن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم فساد في الأرض.
بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به ومخالفة أمره، وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله تعالى وإقامة معبود غيره ومطاع متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود، وأن تكون الدعوة له لا لغيره، والطاعة والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، ليس إلا، والله سبحانه أصلح الأرض بالرسل وبالدين وبالأمر بالتوحيد، وكان أبو البشرية موحدا، ونهى سبحانه وتعالى عن إفساد الأرض بالشرك وبمخالفة الرسل، هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ، أو سهو، أو نسيان، فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأطهار الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.