مقالات

أعظم النعم على الإنسان بقلم / محمـــد الدكـــروري

أعظم النعم على الإنسان
بقلم / محمـــد الدكـــروريأعظم النعم على الإنسان بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 9 فبراير 2024

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وسبحانه أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن نعمة العقل فيقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله أيضا “فإن أعظم النعم على الإنسان العقل لأنه الآلة في معرفة الإله سبحانه والسبب الذي يتوصل به إلى تصديق الرسل، فمثال الشرع الشمس، ومثال العقل العين، فإذا فتحت وكانت سليمة، رأت الشمس، ولما ثبت عند العقل أقوال الأنبياء الصادقة، بدلائل المعجزات الخارقة، سلم إليهم، واعتمد فيما يخفى عنه عليهم، ولما أنعم الله على هذا العالم الإنسي بالعقل، افتتحه الله بنبوة أبيهم آدم عليه السلام فكان يعلمهم عن وحي الله تعالى.

مقالات ذات صلة

فكانوا على الصواب، إلى أن انفرد قابيل بهواه، فقتل أخاه، ثم تشعبت الأهواء بالناس فشردتهم في بيداء الضلال، حتى عبدوا الأصنام، واختلفوا في العقائد والأفعال، اختلافا خالفوا فيه الرسل والعقول، اتباعا لأهوائهم، وميلا إلى عاداتهم، وتقليدا لكبرائهم، فصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، إلا فريقا من المؤمنين، فالمشكلة إذن ليست في العقل كفطرة سوية، وإنما كهوى متبع، فهذا هو السبب في الجدل المفتعل، وهو السير وراء سراب العقول التي خالطها الهوى، ويقول العلامة الشوكاني رحمه الله لقد كان السلف يقولون إن العقل عقلان، غريزي، ومكتسب فالغريزي هو ما نسميه بالمقدرات العقلية، من فهم، وإدراك، وفقه، واتساق في الكلام، وحسن تصرف، وهذا العقل الغريزي هذا هو مناط التكليف، فمن لا عقل له، لا يكلف.

ومن فقد بعض مقدراته العقلية، فإنما يكلف بحسب ما بقي له منها، فلولا هذا العقل إذن، لما كان هناك تكليف لصاحبه، وهو الذي تستوعب النصوص والنقول به، فنؤمن بها، فلا يؤول صريحها، ولا يرد صحيحها، كما يفعل أهل الأهواء بحجج تعارضها مع عقولهم، حيث قال الله تعالى فى سورة الجن ” وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا” وينبغي علي كل مسلم في هذه الفترة من الزمن أن ينتبة جيدا بأن أمن المسلمين واستقرارهم مستهدف من قبل أعدائهم من الكفار والمنافقين لإثارة الفتن والاضطرابات في أوساطهم، والسيطرة الكاملة على بلدانهم، ونهب خيراتهم، ووقف زحف الإسلام الذي باتت شعائره تنتشر في كل مكان من أرجاء المعمورة، وإن أعظم ما يخدم الأعداء المستعمرين في مآربهم.

هو إحداث الاضطراب والفوضى في أوساط المسلمين، والمجازفة بأمنهم واستقرارهم، واسترخاص دمائهم، وهذا يعود وباله على الجميع، ولا يختص بأحد دون أحد، وإذا ضاع الأمن والاستقرار من بلد، وحل فيها الخوف والفوضى فمن العسير جدا إرجاع الأمر إلى مكان عليه قبل ذلك، وقد تستمر حال الفوضى سنوات أو عقودا تفنى فيها أجيال، ويهرم خلالها شبان، فالأمن والاستقرار لا يجازف بهما إلا مجنون، ولا يستهين بأمرهما إلا أحمق مخذول، ولا يسعى لتجريب ضدهما إلا جاهل مغرور، وإذا كان الأمن والاستقرار بهذه الأهمية الكبيرة كان لزاما على جميع الناس الحفاظ عليهما، والسعي في تقويتهما، واجتناب ما يؤدي لفقدهما، وأعظم ذلك تقوى الله عز وجل، والتزام دينه، وتحكيم شرعه، واجتناب معصيته، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنهما صماما الأمن والاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار