ثقافة

أعظم الأذكار وأجلها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعد إذا تمكن الصدق من القلب سطع عليه نوره، وظهرت على الصادق آثاره، في عقيدته وعبادته، وسلوكه، وإن الصادق هو خير الناس، حيث روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قلنا يا رسول الله من خير الناس؟ قال خير الناس ذو القلب المخموم، واللسان الصادق قيل ما القلب المخموم؟ قال هو التقي النقي، الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد.

قيل فمن على أثره؟ قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة، قيل فمن على أثره؟ قال مؤمن في خلق حسن” وإنه تفتتح الصلاة بذكر هو من أعظم الأذكار وأجلها ألا وهو تكبير الله تعالي وكأن في هذا تذكير والله أعلم أن هناك أمرا ينبغي أن يعتني به المسلم في صلاته فتكبيرة الإحرام في إفتتاح الصلاة والتكبيرات الأخرى هذا التكرار لهذا الذكر العظيم الله أكبر يذكر المسلم، يذكر المصلي أن الله أكبر من كل شيء تلتفت إليه ببدنك، والله أكبر من كل شيء تلتفت إليه بنظرك، والله أكبر من كل شيء تلتفت إليه بقلبك وهذه الأشياء التي إذا التفت إليها الإنسان ألهته عن صلاته والخشوع فيها، وهذا المعنى العظيم يتكرر فإن غفل الإنسان أو التفت قلبه أو نظره أو جسده تذكر بتكرار هذا اللفظ العظيم “الله أكبر” ثم ليعلم من يريد الخشوع في صلاته أن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة.

هو تدبر ألفاظ الصلاة وما يتلى من الآيات وفاتحة الكتاب وتلك السورة التي تردد في كل ركعة وهي أعظم سورة في كتاب الله تعالي وفي تدبرها طريق أكيد للخشوع فهذه السبع آيات فيها من المعاني العظيمة والعظات الجليلة، فالبداية بالحمد لمن يستحق الحمد سبحانه وتعالى فهو رب العالمين والعالم وكل من سوى الله تعالي وفي هذه الآية تأكيد على توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ثم تنتقل بنا الآيات إلى بيان رحمة الله الواسعة فهو سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته السماوات والأرض، وخلق جل جلاله الرحمة وأنزل في هذه الدنيا رحمة واحدة وأبقى بكرمه ورحمته تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده في الآخرة فيقول تعالي “نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم” ثم إنه سبحانه مع هذه الرحمة الواسعة.

فهو العدل ورحمته تذهب لمن يستحقها وعذابه يصيب من يستحقه فهو جل جلاله في يوم الجزاء والحساب يجزي كل نفس بما كسبت، فهو سبحانه “ملك يوم الدين” وهو “يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله” وإن الطريق إلى هذه الرحمة والسعادة الدنيوية والأخروية عبادة الله سبحانه والإستعانة به والتوكل عليه “إياك نعبد وإياك نسْتعين” فالعبادة وهي الغاية من الخلق لا تصح إلا لله وحده، والإستعانة لا تكون إلا بالله وحده، ولهذا جاء الحصر بلفظ “إياك” ثم تدبر ذلك الدعاء الجميل الجليل “إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم” والمنعم عليهم هم الأنبياء الصديقون “العلماء العاملون” والشهداء والصالحون “غير المغضوب عليهم” الذين يعلمون ولا يعملون “ولا الضالين” الذين يعملون من غير علم، آمين اللهم إستجب، ثم يتدبر ما يقرأ من الآيات ويقف مع ما يتلى من العظات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار