مقالات

أعتذر منكم على الاطالة بعض الشيئ ولكني في مقام لو أردت أن أكتب ما كفاني الدهر كله.

أعتذر منكم على الاطالة بعض الشيئ ولكني في مقام لو أردت أن أكتب ما كفاني الدهر كله.

مصطفى العزباوي

في مثل هذا اليوم الموافق للثاني عشر من ربيع الاول للعام الثالث والخمسون قبل الهجرة الموافق للعام الميلادي 571 ولد سيد الخلق وحبيب رب العالمين سيدنا محمد رسول الله

سيدي يا رسول الله مدحك المادحون واسترسل بوصفك الواصفون وتغنت بك الحناجر فهما قالوا ومهما كتبوا لم ولن يوفوك حقك ولم يعلموا جليل قدرك وعلو مقامك فقلت في نفسي من أنا لأمدح رسول الله بعد أن مدحه الله جل جلاله وهل بعد مدح الله من مدح فتذكرت قول الشاعر:

أرى كلَّ مدحٍ في النبيِ مقصِّراً
وإنْ بالغَ المُثْني عليه وأَكْثَرا
إذا اللهُ أثنى بالذي هو أهلُـه
عليه، فما مقدارُ ما تَمْدَحُ الورى

وها انا ذا يا سيدي وقرة عيني أمدحك بما مدحك الله به في محكم التزيل اذ قال في رفيع مقامك:

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)
فوصفك بالسراج وهي الشمس ووصفك بالمنير وهو القمر.

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
وها قد جعل الصلاة عليك فرض لا تقبل الصلاة الا بالصلاة عليك.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وها هنا جعل لمن أراد نجواك أن يقدم صدقة.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)
وفي هذا المقام جعل طاعتك مقرونة بطاعة الله.

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
فلا تكون محبة الله صادقة الا باتباعك.

(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
وهنا وصفك الله بصفتين من صفات جلاله الرؤوف الرحيم.

(وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

(وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

وفي هذه الايات الثلاث يمدحك الله بأنك تدعو وتهدي الى صراط مستقيم وانك على صراط مستقيم وهذا الجواب على دعائنا في كل صلاة (اهدنا الصراط المستقيم) .

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
وهنا الشرف العظيم بوصف رسالتك وبعثتك بالرحمة المطلقة للعالمين.

(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ).
ولشدة حب الله لك يقسم بعمرك .

( ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).
وأي شرف بعد هذا الشرف بأن وصفك الله بأنك على الخلق العظيم.

وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ * وَلَسَوْفَ يُعطيك ربك فترضى).
أي كرم هذا بأن يعدك الله بالعطاء حتى ترضى.

( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)
وهنا يخبرنا الله عز وجل بأن أعلى مقام في الجنة هو مقامك.

( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).
وكفاك فخرا وشرفا يا سيدي أن يرفع الله ذكرك فلا يذكر اسم الله الا وذكرت معه. (لا اله الا الله محمد رسول الله )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار