أدبأشعار وقصائدفاعليات ثقافيةنثر
أحبها كما هى
بقلمى ايمان جمعة رمضان
كانت دائما الخاسرة أمام أى امرأة ، لم تكن مثالية فى أى شىء دائما ينقصها شيء ما
لم تكن جميلة كممثلات السينما مثلا ..
لم تكن نضرة كزهرة يانعة ، ولا رشيقة كغزال فى البرية ، ولكنها خفيفه كنسمة هواء باردة
فى صوتها بحة حزن ، فى عينيها انكسار اليتم ، فى يدها ارتعاش الخوف ، تنمو لتزداد نحافة ، لاشىء يغريها للبقاء حية، غرقت فى بحر الغيوم ، توارت خلف ستار الأحاسيس والمشاعر المكبوتة، وفى ضعفها الشديد انجذب إليها مغرم النساء .
كان فيها شىء لم يألفه فى الاناث اللواتي عرفهن ، أراد امتلاكها فهو من يحق له كل انواع النساء .
وفى غمرة احتياجها للاهتمام قبلت أن تكون زوجة هذا الظل ، عاشت سنوات المراهقة وكبرت معه .
ولكنه أحبها ، أحب هدوءها الممزوج بالعاطفة البائسة ، أحب سكونها بين يديه القاسية ، لم يتذوق طعاما اشهى من طعامها ، لم يشم رائحة أطيب من رائحتها لم تطرب أذنه إلا بصوتها المبحوح بحروفه الضائعة ، لم يشعر برجولته إلا بطاعتها له برضا وخنوع .
و لم يعد يرى امرأة أجمل منها
ولكنها دائما تشعر أنه ينقصها شيء ما
لم تملك حق الاختيار ، لم تكمل تعليمها كما كانت تتمنى ، لم تتزوج رجل تحبه ، لم يكن يحق لها أن تثور أو تغضب ، أن تضحك بلا سبب ،
أن ترددى فستان قصير ، او تضع خمار فوق رأسها ، أن تتجمل بمساحيق تغطى وجهها الشاحب ،
أن تغنى اغنية هابطة أو تسمع سمفونية بيتهوفن .
وايضا لم تختار أن تحبه كان عليها أن تحبه فكيف تجادل قلبها وتعانده وقد قدم لها كل ما تتمناه اى امرأة .
كان عليها التضحية مقابل الحب
تناست اختياراتها مقابل كل هذا الحب .
تغامزت النساء بهذا الرجل المسحور بها ونيران الغيرة تنهش قلوبهن
قلبت موازين جمالهن البارز أمام عينيه
ولأنه أحبها .. أحبها كما هى.. لتلك النظرة الحزينة فى عينيها… وذاك النقص الذى رآه الكمال فيها
