أثر التربية النبوية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
أثر التربية النبوية
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد، إنه يجوز للدعاة أن يستعينوا بمن لا يؤمنون بدعوتهم ما داموا يثقون بهم، ويأتمنونهم فقد رأينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر استأجرا مشركا ليدلهما على طريق الهجرة، ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه عند غار ثور، وهذه أمور خطيرة أطلعاه عليها، ولاشك أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وثقا به، وأمّناه، وكما لا ننسي دور المرأة المسلمة في الهجرة، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تقابل مع طلائع الأنصار الأولى، لم يفعل سوى ترغيبهم في الإسلام.
وتلاوة القرآن عليهم، فلما جاؤوا في العام التالي، بايعهم على العبادات، والأخلاق، والفضائل، وقد لمعت في سماء الهجرة أسماء كثيرة كان لها فضل كبير منها السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم التي حفظت لنا القصة، ووعتها، وبلغتها للأمة، والسيدة أم سلمة المهاجرة الصبور، وأسماء ذات النطاقين، التي أسهمت في تموين الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، بالماء، والغذاء، وكما ينبغي علي الداعية أن يعف عن أموال الناس، حيث لم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركب الراحلة، حتى أخذها بثمنها من أبي بكر رضي الله عنه، وكما أنه لما عفي النبي صلى الله عليه وسلم عن سراقة عرض عليه سراقة المساعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا حاجة لي فيها”
وتظهر أثر التربية النبوية، في جندية أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فأبو بكر رضي الله عنه عندما أراد أن يهاجر إلى المدينة، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا” بدأ في الإعداد والتخطيط للهجرة فابتاع راحلتين منتظرا الإذن بالهجرة، وفي موقف علي بن أبي طالب مثال للجندي الصادق المخلص لدعوة الإسلام حيث فدى قائده بحياته، ففي سلامة القائد سلامة للدعوة، وفي هلاكه خذلانها، ووهنها، وكما كان هناك وضوح في سنة التدرج، حيث نلاحظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تقابل مع طلائع الأنصار الأولى، لم يفعل سوى ترغيبهم في الإسلام، وتلاوة القرآن عليهم، فلما جاؤوا في العام التالي، بايعهم على العبادات، والأخلاق، والفضائل.
فلما جاؤوا في العام التالي كانت بيعة العقبة الثانية على الجهاد، والنصر، والإيواء، ولقد كانت الهجرة تضحية عظيمة في سبيل الله حيث كانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلد الأمين تضحية عظيمة، عبّر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت” ولقد كانت الهجرة النبوية نقطة تحول في تاريخ الإنسانية، فقد كانت الهجرة النبوية أعظم حدث حوّل مجرى التاريخ، وغيّر مسيرة الحياة ومناهجها التي كانت تحياها، وتعيش محكومة بها في صورة قوانين، ونظم وأعراف وعادات وأخلاق وسلوك للأفراد والجماعات، وعقائد، وتعبدات وعلم، ومعرفة وجهالة وسفه وضلالٍ، وهدى، وعدل وظلم.
تابعنا على جوجل نيوز